[كساب]

من مطار القصيم ...كان الوداع

سافرت قبل أسبوع من مطار القصيم إلى مطار الرياض ، ولما وصلنا مطار الرياض بحمد الله سالمينَ في أبداننا وعقولنا ، حيث كانت الرحلة موفقة ولم تواجهنا أية عوائق في الطريق

(أدري بيجيني واحد يقول:عسى الخط مابه بعارين !!!) ،أقول كانت الرحلة موفقةً ...


وحينما حططنا رحالنا في مطار الرياض توجهت إلى أحد مطاعمه ، بانتظار رحلتي الأخرى بعد ثلاث ساعات ونصف ...

جلست على الماصات الخارجية للمطعم ، ولم أطلب شيئا آكله لأن شهيتي كانت منغلقة أن آكل في ذلك الوقت , وفي ذلك المكان بالتحديد ، وليس لأن سعر المطعم في المطار غالٍ (كبَ العشاء:D )

كنت أنظر إلى المقبلين والمدبرين ، وأتأمل في مخلوقات الله , مع الغض الكامل للبصر إن شاء الله . (لاأحد يروح باله بعيد )



لقد كان المطعم ممتلئاً وكل من كان فيه يأكل ويشرب ويتحدث ، مثلما كنت آكل وأشرب وأتحدث (امحق أسلوب:D ) ، كنت أرى هؤلاء الجلوس في المطعم فأحسبهم أصدقاء متلازمين لايفترقون ، وأن شملهم جميعٌ لايتشتت ، ثم مالبثت أن سمعت صوت المنادي ينادي:


-ركاب الطائرة المتجهة إلى جدة يتوجهون إلى بوابة رقم...
فيقوم جماعة من الحاضرين ويتركون أكلهم وشربهم.


-ركاب الطائرة المتجهة إلى مكة يتوجهون إلى بوابة رقم...
فيقوم جماعة من الحاضرين ويتركون أكلهم وشربهم.


-ركاب الطائرة المتجهة إلى الحدود الشمالية يتوجهون إلى بوابة رقم...
فيقوم جماعة من الحاضرين ويتركون أكلهم وشربهم.



فنظرت في الناس وقلت : هذه حياتنا ، أفلا نستعد للسفرة التي لابد منها ، ونتزود لها الزاد الذي لن ينفعنا سواه.


إننا في هذه الحياة نؤمل الآمال ، وننظر للمستقبل بطموحات لاحدود لمنتهاها...


فالمستقبل في الدنيا شيئ لاوجود له , إنه يومٌ لن يأتي ابداً .


فهو إن أتى صار (حاضراً) , وطفق صاحبه يفتش عن (مستقبل)آخر , ليركض وراءه!!