[فاصله]

وجاء ذات مساء ...ليزف اليها نبأ أنها كبرت ... فهذه الفطرة وهاهو من يريدها أماً لأولاده ...
لحظتها ...
أفاقت ... من غمرة الطفولة والصبا ، وإدراكها اليانع لم يتعد حدود الأماني ..
وما أسهل الأماني ...
... وما زالت تحمل عودا طريا لا يقوى على مواجهة رياح الأفكار التي تذهب به يمنة ويسرة ...
أفاقت...
لتجد نفسها محاطة بأمرين أحلاهما مر ...
والأمرُّ من ذلك أن يطلب منها هي وحدها تحديد أحدهما، بالطبع لها وحدها الخيار فهي صاحبة الشأن وهذه حياتها ...
تحاصرها دوامات التفكير بأمور هي أكبر من سنها الغض ..

فرياح الدراسة تعصف بعقلها ...حاملة حلم الأماني السعيدة ..بوجود الأمان المادي في المستقبل ...

وقد يُجمّل ذلك بمطلب الثقافة للفتاة ربة البيت ...
مع أن الثقافة والتعلم لا يتوقف على الدراسة ..وإنما هو مشاع فالكل يستطيع أن ينهل منه وليس له حدود ...
ولكن هذه الرياح الحالمة لا تخلوا من الغبار .. والذي يجسده شبح الخوف من عزوف الباحثين عن الإستقرار بالزواج عنها بعد إتمامها مراحل التعليم ..
هذا ما تشاهده في حال من حولها ممن فضلن الدراسة على الزواج..فسار بهن الزمن ليستيقظن وهن أسيرات لوثائقهن...
بالطبع ليس الكل .. لكن حتى ولو كانت حالة واحدة .. فيحق للفتاة أن تأخذها بعين الإعتبار...

ومن الناحية الأخرى تعصف بفكرها رياح الزواج ...فيخالجها الحبور ..
لما تشم معها من عبير ورودٍ تنعش حلم سعادة مستقبلها ...ولكن ولا مفر من لكن ...
حين تحاول الإمساك بتلك الورود لتنعم بملمسها الحريري ... وتحلق مع عبقها الزكي ...تصطدم بالشوك الذي يحيط بسيقان الورود ...
هذا الشوك هو ما يقف مانعاً لأكثر الفتيات من المضي قدماً في شم شذى زهور الزواج أوالإمساك بها والتحليق بروعة جمالها ...
وما تلك الأشواك سوى الدراسة في غصن الزواج ...
ولكن الفتاة اللبيبةهنا تقوم بدور البستاني الحاذق بالتعامل مع الشوك ...
وتنظر إليها كضريبة للتمتع بتلك الورود ... .. وفي مقدمتها ...
شوكة فوضى الوقت ...
فلا بد في البداية أن تحس بأن لا وقت لديها ، بل ستشعر بأن الوقت ينتهي قبل أن يبدأ...
واقتلاعها يكون بتنظيم الوقت بحسب الأولويات ...
وهنا تأتيها الشوكة الثانية ..وهي ترتيب الواجبات المطلوبة بحسب الأولويات، وكل أمر مهم في نظرك هناك ما هو أهم منه ... ويصعب التعامل معها هنا لكونها مدببة ...فتحاول كسر رأسها المدبب أولاً ( لأن جرحه عطيب ) وذلك بتقديم أولويات الزوج على ما سواها لوجوبها ...وحتماً ستجد تعاونا من زوجها إن هي بدأت بالحسنى ..فضلا عن أن جيل هذا الزمن من الشباب هو جيل واع ومدرك لأبعاد الحياة الزوجية ...
ومع الزمن ستلاحظ أن تلك الشوكة قد أصبحت مجرد ندبة في ساق وردتها ...

وكم أتمنى من كل فتاة
أن لا تضيع حاضراً يهبها الأمان والسعادة ...
لتنحصر بمستقبل هوٍأيضاً يهبها الأمان والسعادة
ولكنه مغلف بالخوف ...