وأعظم الأوامر وأهمها توحيده سبحانه ، وترك الإشراك به عز وجل ، وهذا هو أهم الأمور ، وهو أصل دين الإسلام ، وهو دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم ، وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة ، دون كل من سواه .
هذا هو أصل الدين ، وهو دين الرسل جميعا من أولهم نوح ، إلى خاتمهم محمد عليهم الصلاة والسلام ، لا يقبل الله من أحد دينا سواه ، وهو الإسلام .
وسمي إسلاما لما فيه من الاستسلام لله ، والذل له ، والعبودية له ، والانقياد لطاعته ، وهو توحيده والإخلاص له . مستسلما له جل وعلا ، وقد أسلمت وجهك لله ، وأخلصت عملك لله ، ووجهت قلبك إلى الله في سرك وعلانيتك ، وفي خوفك وفي رجائك ، وفي قولك وفي عملك ، وفي كل شأنك .
تعلم أنه سبحانه هو الإله الحق ، والمستحق لأن يعبد ويطاع ويعظم لا إله غيره ولا رب سواه .
وإنما تختلف الشرائع كما قال سبحانه : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا أما دين الله فهو واحد ، وهو دين الإسلام ، وهو إخلاص العبادة لله وحده ، وإفراده بالعبادة : من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ، ورغبة ورهبة ، وصلاة وصوم وغير ذلك ، كما قال سبحانه وبحمده : وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ أي أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، وقال سبحانه : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أخبر عباده بهذا ليقولوه وليعترفوا به .
فعلمهم كيف يثنون عليه ، فقال عز من قائل : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ علمهم هذا الثناء العظيم ، ثم قال : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وجههم إلى هذا سبحانه وتعالى ، فيثنوا عليه بما هو أهله من الحمد والاعتراف بأنه رب العالمين ، والمحسن إليهم ، ومربيهم بالنعم ، وأنه الرحمن وأنه الرحيم ، وأنه مالك يوم الدين ، وهذا كله حق لربنا عز وجل .
ثم قال : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ إياك نعبد وحدك ، وإياك نستعين وحدك ، لا رب ولا معين سواك ، فجميع ما يقع من العباد هو من الله ، وهو الذي سخرهم وهو الذي هيأهم لذلك ، وأعانهم على ذلك ، وأعطاهم القوة على ذلك ، ولهذا يقول جل وعلا : وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ فهو سبحانه المنعم ، وهو المستعان والمعبود بالحق جل وعلا .
فأنت يا عبد الله إذا جاءتك نعمة على يد صغير أو كبير أو مملوك أو ملك ، أو غيره ، فكله من نعم الله جل وعلا ، وهو الذي ساق ذلك ويسره سبحانه ، خلق من جاء بها وساقها على يديه ، وحرك قلبه ليأتيك بها ، وأعطاه القوة والقلب والعقل ، وجعل في قلبه ما جعل حتى أوصلها إليك .
فكل النعم من الله جل وعلا مهما كانت الوسائل ، وهو المعبود بالحق ، وهو الخالق للعباد ، وهو مربيهم بالنعم ، وهو الحاكم بينهم في الدنيا والآخرة ، وهو الموصوف بصفات الكمال المنزه عن صفات النقص والعيب ، واحد في ربوبيته ، واحد في ألوهيته ، واحد في أسمائه وصفاته ، جل وعلا ، وهو سبحانه له التوحيد من جميع الوجوه ، له الوحدانية في خلقه العباد ، وتدبيره لهم ، ورزقه لهم ، وتصريفه لشئونهم ، لا يشاركه في ذلك أحد سبحانه وتعالى ، يد بر جل وعلا ، كما قال جل وعلا : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ وقال سبحانه : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ وقال سبحانه : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا الآية ،
فهو المستحق للعبادة لكمال إنعامه ، وكمال إحسانه ، ولكونه الخلاق والرزاق ولكونه مصرف الأمور ومدبرها ، ولكونه الكامل في ذاته وصفاته وأسمائه . فلهذا استحق العبادة على جميع العباد واستحق الخضوع عليهم .
http://www.bin-baz.org.sa/Display.asp?f=bz00176.htm
__________________
الحقيقة مستغربة منتدى سعودي ما فيه ساحة إسلامية تعلم الناس الخير !!! أليست بريدة في بلد التوحيد ؟؟ !
|