بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
__________
أخي الغالي ولد المريدسية .. طرح جريء تشكر عليه وأتمنى لك التوفيق ..
أبدأ مستعينا بالله ..
العشق العفيف .. لا حرج فيه :
العشق العفيف من الرجل الظريف الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله وما بينه وبين معشوقه بالحرام , وهذا عشق السلف الكرام , الأئمة الأعلام , فهذا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد الفقهاء السبعة , عشق حتى اشتهر أمره ولم ينكر عليه وعُدّ ظالماً من لامه
ومن شعره :
كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم *** ولامك أقوام , ولومهم ظلم
فنمّ عليك الكاشحون وقبلهم *** عليك الهوى قد نمّ لو ينفع الكتم ..الخ
(قاله ابن القيم )
وقد عشق عمر بن عبد العزيز جارية لفاطمة بنت عبد الملك في قصته المشهورة .
أما العالم المشهور في فنون العلم .. أبو بكر محمد بن داوود الظاهري من أكابر العلماء وعشقه مشهور . وذكر أنه في مرض موته سأله أحدهم
: كيف تجدك .
قال : حب من تعلم أورثني ما ترى .
ثم أنشد :
انظر إلى السحر يجري في لواحظه *** وانظر إلى دعج طرفه الساجي
وانظر إلى شعراتٍ فوق عارضه *** كأنّهن نمال دبّ في عاج
قال بعضهم: العشق داء أفئدة الكرام .
- عن ابن عباس يرفعه (من عشق وكتم وعف وصبر , غفر الله له وأدخله الجنة ).
____________
ولا ننكر فساد العشق الذي يفضي إلى الحرام ..
لأن العشق قد يصل الشرك نعوذ بالله من ذلك ..
كما قال الفاسق الخبيث :
يترشفن من فمي رشفاتٍ *** هن أحلى فيه من التوحيد
فعياذاً بالله .
قال ابن القيم :
ومن المعلوم أنه ليس في عشق الصورمصلحه دينيه ولا دنيوية , بل مفسدته الدينية والدنيوية
أضعاف أضعاف ما يقدر من المصلحة .اهـ
عزيزي القارئ : فلنحذر من إطلاق البصر , والتمادي في النظر
الحب أول ما يكون لجاجةً *** يأتي بها وتسوقه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لجج الهوى *** جاءت أمور لا تطاق كبار
ذكر أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي -رحمه الله - :
أن من العلاج :
السفر والبعد عن المحبوب علاج :
ومن المعالجات السفر , فإنه بالسفر يتحقق البعد عن المحبوب , وكل بعيد عن البدن يؤثر بعده في
القلب , فليصبر على مضض الشوق في بداية السفر صبر المصاب في بداية مصيبته ثم إن مرّ الأيام يهوِّن الأمر . اهـ
وكذلك
* إشغال النفس بما يفيد علاج .
* المبادرة إلى الزواج علاج .
*عيادة المرضى .
* تشييع الجنائز .
* زيارة القبور .
* النظر إلى الموتى والتفكر في الموت وما بعده .
> فإن ذلك يطفئ نيران الهوى <
هويتك إذ عيني عليها غشاوة *** فلما انجلت قطّعت نفسي ألومها
ذكر ابن القيم -رحمه الله - ( أن التعاون في هذا الباب تعاون على الإثم والعدوان ).اهـ
ومن العلاج التفكر في عيوب المحبوب :
لابد أن تفكر ..فتعلم أن محبوبك ليس كما في نفسك فأعمل فكرك في عيوبه تسيْل.
فإن الآدمي محشو بالنجاسات والأقذار .
والله أعلم
أستاذي الغالي ولد المريدسية قف واهجر صاحبك واصبر واسأل من الله العون والتوفيق ..
الله احفظ شباب المسلمين ,,
الله احفظ شباب المسلمين ,,
كتب بعض الحكماء إلى أخ له : أما بعد: فإن الدنيا حلم , والآخرة يقظة والمتوسط بينهما الموت , ونحن في أضغاث أحلام . والسلام
حرره : قلب الأسد