[رجل الثلج]

(( ولد المريديسة :

مَا هذا التحــوّل الغريب في تفكيري ؟!
وَمَا ســرّ الانقـلابِ المفاجئ تجـَاه مَن مَنحتـُه أغلى مَا أملك ؟!
وَلمَـاذا انقلبتْ صورته في خيالي إلى وَحشٍ كاسرٍ ، بَعدَ أنْ كانَ مَلاكاً طاهـراً ؟!
وَمَن هذا الشخصُ الذي غيّـر نظرتي إليْه ؟!
وَكيفَ ستكونُ علاقتي مَعَه في القادمِ مِن الأيّـام ؟!
هلْ أتوَاصَــلُ مَعَـه ؟ أمْ أعلنهـَا صَريحـة وَمدويّـة :" سَأهجُـرُك للأبـَـد " ؟!))
_________

يا ابن القري الريفية التي يشم المار منها رائحة الأزهار ويسمع حفيف الأشجار , أيها العاشق الهيمان لقد قرأتُ خبرك الآن , والله ثم والله لقد وقفت عنك سؤالاتك وقوف التائه الحيران ...

قل لي بربك أصورته مازالت على العهد باقيةٌ أم انقلبت كانقلاب الليل على النهار وكساها الغبار حين صد الحبيب عن حبيبه والمعشوق عن عشيقه , من استطاع أن يعرف مفتاتيح قلبك الهائم في بحرٍ من نعيم الوصل ومن عرف كيف يدلف باب فكرك الذي يتردد في سراديبه قول الأولِ :

خيالك في عقلي وذكرك في فمي ____ومثــواك في قلبي فـأيـــن تغــيب

إني أتخيلك وأنت ترى القمر ليلة الرابع عشر ويُصوّرُ لك خيالُك المغرم تقاسيم ظل ذلك الصاحب الظريف قد لاحت من بين أشعة القمر وسكون الليل وهدوئه , كأني أنظرك وقد وضعت رأسك على الوسادة والنوم يدابع جفينك ويأتيك خياليه ليقول لك همساً : إني قريبٌ منك فقم لنتسامر بعد أن نامت العيون وخلا الجو للحبيب وحبييه فهيّا نشق عباب البحر بأحلاماً الصغيرة فتطرح الريح مركباً تارة ويسكُن المركب تارة أخرى , أتأملك وأنت ترى عينيه فتسافر بك الخواطر بعيداً لتتذكرهما وهما يُجرِيان الدمع مدراراً على فراقٍ لاشك آتٍ فكل شمس مشرقة لابد لها من مغيب , فتودُ _ بحق الإله _ لو جُمعت لك قطرات دمعه التي تعلو عينيه كي تكون لك رقيةً عندما يعلو نشيجك وتضطرب أطرافك وتأخذك الحمى كل مأخذٍ ...

أيها العاشق ألهب الشوق وخُط على جدار العاشقين صفحة من لهيب عشقك , فإن العشق بلاءٌ وعذابٌ ولذةٌ وشقاءٌ ,فقل لي بربك عذاب ولذة كيف يجتمعانِ !؟ إنه سحر العشق الذي جعل العاشق يلين طبعه وتسمو نفسه ويكمل أدبه فيصبح كالخاتم في أُصبع معشوقه أوليس قد قيل ( إن المحب لمن يحبُ مطيع ) ...

أيها العاشق إن العشاق ماتوا حتف أنوفهم بما جرّهم إليه عشقهم ..أفتريد أن تدخل مدخلهم ويُكتب اسمك في أسفارهم , ويُوضع على شفير قبرك ( قتله عشقه ) و ( هكذا يموت العاشقون ) و ( نهاية العاشقين البؤساء ) ...

أيها العاشق إنك طلبت النُصح من قومٍ بينهم من زحف إلى العشق على بطنه ومنهم من مشى على رجلين ومنهم من خاض فيه بأربعٍ , وفيهم من لم يطرف قلبه ذات يمين وشمال يوماً ولم يُبْل به طرفة عين فصدق عليه قول القائل ( إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى !؟ )...

أًقصِر أيها العاشق الطريق , فنصيحةٌ من عاشقٍ ذاق ماذقت وانغمس في لججه كما انغمست حتى
نُكِسَ على رأسه فأصبح هشيماً تذوره الريح , يشير إليك بأن تُحجم ولاتقدم فإن الطريق وعر والأوبة شاقة فإنك ( إن لم تَدفِنْ العشق دفنك ) ...!


أيها العاشق سلاما !