[أبوعمر السحيم]

بسم الله .. الحمد لله .. وبعد ..

أكتب هذا الرد على عجل .. وبعجل .. فلم أقرأ جميع الردود .. بل بعضها .. بلا تمعن وإعادة نظر ..

= بالنسبة لموضوع النقاش : فأسباب ارتكاب محارم الملتزم لأخطاء معينة وعدم إنكاره عليهم عدة .. ذكر بعض الأفاضل -هنا- شيئاً منها .. ومنها :
1- ضعف شخصية هذا الملتزم .
2- عدم السيطرة على الأهل ..
3- ضعف الغيرة .. حيث أنه يرى محارمه يبدو منهن شيء من الجسد .. من اليد أو الوجه أو الأرجل .. ويدعها تخرج أمام الناس .. ويرونها ولا يؤثر فيه ذلك شيئاً.. ولا يحرك كامناً .. وكأن شيئاً لم يكن .. ولا يحاول الإصلاح ..
4- وهو أمر مهم جداً : الاعتناء بالمظاهر .. وإهمال البواطن .. فمنذ الصغر والمرأة تنبه وتحذر على أمر لباسها وحشمتها .. وهو أمر مهم ولا شك .. ولكن يهمل جانب التربية القلبية الإيمانية لها .. فتنشأ على أن هذا عادة اجتماعية .. تتركها عن قريب .. وتدعها عاجلاً .. مع أننا لو اهتمينا بالجانب الإيماني -أيضاً- لهانت أمور .. وحلت مشاكل ..
5- القدوة .. وهذا من قبل المعلمة في محضن التربية .. ( المدرسة ) .. ولا سيما من عرفت عائلتها بالتدين .. أو صارت تدرس مواد الدين والشريعة .. فنقول لها : اتق الله أن تكوني قدوة سوء وشر .. تجنين على الأمة بلاء ووباء .. وعليك الإثم والوزر .. فمن دل على سوء فله إثم من عمل به إلى يوم القيامة .. أراد أم لم يرد .. شاء أم أبى .. علم أم جهل .. وكذلك ما يحدث في الأعراس والمناسبات .. فليتق الله الجميع .. النساء وأولياء الأمور .. فعلى الجميع التبعة ..
6- وهنا نقطة مهمة جداً : أن بعض النساء -كما قرأت في الموضوع- يكون حجتها فعل فلانة .. أو قول فلانة .. أو رضى وليها .. أو تجاهل محرمها .. فأقول : على المسلمة أن تخاف الله وتتقيه .. أو تجعل بينها وبين عذاب الله وقاية وحجاب .. ولتعد لسؤال الله لها على المعصية جواباً .. على أن يكون الجواب صواباً .. فإن قالت : رأيت فلانة فعلت .. أو فلاناً رضي .. فهل هذا سينجيها من عذاب الله !! فعلى المرء أن يعرف الرجال بالحق .. لا أن يعلق الحق بالرجال .. قال ابن مسعود رضي الله عنه : (( من كان مستناً فليستن بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة )) كما قال ذلك علامة عصره : ابن عثيمين رحمه الله .. وأمر آخر : أنه لا يحكم على الناس بالمظاهر .. فإن رأيت من هو متدين ظاهراً .. فأحسن الظن به .. ولكن من أنبأك أنه عالم ؟ فأقوال الرجال وآرائهم يستدل لها ولا يستدل بها .. ولا تحكم الأدلة عليها .. بل إن وافقت الحق قبلت والحمد لله .. وإن خالفته نبذت وطرحت وأخذ بالدليل وترك ما سواه .. وهذا هو مذهب الأئمة كلهم .. من أن الجميع راد ومردود عليه إلا محمد صلى الله عليه وسلم .. وكلهم يقولون : إن خالف قولي الدليل .. فلينبذ قولي وليؤخذ بالدليل فإنه مذهبي .. والله المستعان ..

= وبالنسبة للخلاف بين الأعضاء في موضوع العبايات ولبس النساء :
فمن العجيب والله !! أن من قرأت لهم -هنا- يتكلم بلا ذكر لدليل .. أو إسناد لقول عالم !! وكيف تريد أن تحمل الناس على رأي فقهي معين .. بلا دليل ولا قول عالم حجة معتبر !! وهذا يتكلم على الآخر .. والآخر يتكلم عليه .. بلا توثيق وإسناد .. وإنما الدين بالأسانيد والنسبة .. فإن أردت أن تفتي أو تعلم فانسب الأقوال .. وأسند الأدلة .. وإلا فكلامك كعدمه .. والبعض يضخم كلامه بمضخمات لا طائل منها .. من أن قوله يسنده مئات الأقوال للعلماء .. ويا ليته ذكر منهم واحداً -فيما اطلعت عليه- .. فماذا نعد ما نراه من التهجم على البعض لأجل مخالفتهم -لفتاوينا- الشخصية ؟؟ وهل ما نراه من الجزم القاطع بالرأي تسرع بالفتوى أم ماذا ؟؟ فعلينا التؤدة والتأني والحلم .. فهما خصلتان يحبها الله تعالى .. وعلينا الرجوع إلى العلماء الكبار الأفذاذ في مثل هذه المسائل .. وأن لا نترك الفرصة لألسنتنا تلوك في العلم بلا علم .. وفي الفقه بلا فقه .. وأن نتقي الله ونتورع عن الفتوى بلا علم ولا دليل .. وقد حذر الشرع المطهر من هذا .. وقد بسط العلماء الكلام عليه .. فمن أراده فليبحث عنه في مظانه ..

= أدعو الجميع إلى البحث والتنقيب في أقوال العلماء وكتبهم وفتاويهم .. وإدراجها وبيانها .. مع سؤال أهل العلم عما غمض وأشكل .. وعلى المرء ألا يكون صاحب هوى .. بل يكون صاحب سنة ودليل .. لا تعصب مذموم .. ولا هوى وتقليد مقيت .. أتمنى أن تكون زيارتي القادمة لهذا الموضوع وقد غص بالفتاوى والأقوال .. وأن يكون النقاش نقاشاً علمياً جاداً ..

= وفق الله الجميع للعلم النافع .. والعمل الصالح .. والفقه في الدين .. ولزوم سنة سيد المرسلين .. وصلى الله على نبينا محمد ..
(( إن كان في الموضوع تكرار لما كتبه أحدكم .. فلا يعتب .. لأني لم أطلع على الموضوع كاملاً .. فالوقت يداهمني .. والزمن لا يكفي .. ولعل لي عودة .. ولا أضمن .. ))