الخلاف و أقسامه : هذا الموضوع طويل لكن لعلي أقف هذه المرّة مع القسم الأول فيه لأكمل بقية الموضوع فيما بعد ..
الخلاف قسمان :
الأول : اختلاف تنوع :
و أمثلته كثيرة و منها : الاختلاف في صفة الإقامة فمنهم من يجعلها إحدى عشرة جملة ، و منهم من يجعلها كالأذان سبع عشرة جملة . و كلا الصفتين ثابتٌ عن النبي - صلى الله عليه و سلم - فالأول صواب و الآخر صواب .
و من أمثلته : اختلاف صفة دعاء الاستفتاح ، و صلاة الخوف ، و اختلاف القراءات في القرآن الكريم . و يكثر هذا النوع من الخلاف بين أقوال السلف في تفسير القرآن فالبعض يفسر الشيء بمعناه و الآخر بلازمه . كتفسير الرحمة في بعض الآيات ، فمن السلف من فسرها بالمطر ، و منهم من فسرها بلازمه وهو إنبات الأرض و كثرة العشب .
و هذا النوع من الخلاف ليس بمذموم و إنما يكون مذموماً في حال البغي بظلم بعضهم بعضاً .
و من ذلك حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعت رجلاً قرأ آيةً سمعتُ من النبي - صلى الله عليه و سلم- خلافها فأخذت بيده فأتيت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فأخبرته ، فعرفتُ في وجهه الكراهة ، فقال : " كلاكما محسنٌ فلا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا " أخرجه البخاري .
{ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } (19) سورة آل عمران
و سيأتي الحديث عن اختلاف التضاد و التفصيل فيه بإذن الله تعالى ..
و شكراً لكمـ ،،،
|