سيارة المطاوعة
كلام جميل كتبه الأخ محمد أبو حمرا عن الهيئة
جزاه الله خيرا فأردت أن تشاطروني التقييم لكلامه وتستمتعوا بكتابته
فإليكم المقال لافض الله فاه ولا شل الله يمينه
سيارة المطاوعة
محمد أبو حمرا (*)
هذا اسم لسيارة خاصة برجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي هي مثار الحدث والحديث دوماً لنشاطها المتغلغل في المجتمع، وهو نشاط تُشكر عليه كواجب ديني ووطني، وأقصد بالذات ما تقوم به من مساعدة في كشف جرائم يتقن المتلبسون بها في التعمية والتمويه في ممارستها.. ولعل الشيء الذي يميز رجال الحسبة هو أنهم أشداء وأقوياء الأجسام وأصواتهم جهورية أيضاً، وتلك ميزات لمن يكون في هذا الموقع، وغالباً ما يمتطي رجال الحسبة سيارة من النوع الذي له اسم معروف وشكل معروف وطريقة قيادة سائقها لها معروفة، لذا يسمونها سيارة المطاوعة.
والمطاوعة لهم جهد لا ينكره إلا من يجهل جهودهم وإخلاصهم مما يجعله يهاجم الهيئة ورجال الوطن المخلصين سواء في الهيئة أو غيرها، لكنه لا يجد مدخلاً للهجوم إلا عن طريق كهذا، ولا يعني هذا أن رجال الهيئة منزهون عن الأخطاء، فلهم أخطاء كبيرة لكنها مقارنة مع إنجازات الخير التي يقومون بها تضمحل ولا تكون كبيرة، ولو افترضنا أن مجتمعاً مثل مجتمعنا قد خلي من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكيف سيكون الفساد والفسوق وإظهار المخالفات الشرعية فيه؟ ونحن لا نعفيهم من الأخطاء ولا نبرئهم منها، ولا بد لمن يعمل من الخطأ، لكن هل يتم إصلاح الخطأ أم يستمر؟ هذا هو السؤال المهم جداً، وهو المدخل القوي لمن لا يريدون الخير لمجتمعنا وهم يجدون فيه شماعة غل وكره للخير يدخلون عبر بوابتها، وهنا يبرز العقل والفكر والعدالة في التصرف من قِبل المسؤولين عن الهيئات، أي أنه لا بد من وجود قنوات للحوار والنقاش والمداخلات من الذين يقفون من الهيئة موقف المضاد لها، ولا تُعفى الهيئة من المسؤولية بأن تلتزم الصمت حيال المناقشات، وهذا هو الجزء المهم في حياة العلاقات العامة في الهيئة بالذات، وهي رسالة صعبة مهمة يجب أن يكون لها شأن قوي عند الهيئة، لأن زمن الحوار هو هذا الزمن، أما أن يصمت المسؤولون عن الحوار فذاك يعني استمراء المضادين لها في الهجوم عليها في كل مناسبة وكل مجلس، وقد كنت في مجلس ضم معالي رئيس الهيئة الشيخ الغيث وغيره، فكانت سهام البعض تتجه للشيخ والهيئة، لكن الشيخ كان واعياً ويعيش عصره تماماً، فكان يجيب على أسئلة ومناقشات الحاضرين بكل صدق ووضوح بالرغم من تدخل من ينسبون للهيئة في الحديث بشكل أبعد ما يكون عن عصرهم ومحاولة الرد من بعضهم بشيء من الصلف أيضاً، أي أن حماسهم أكثر من الواقع المعاش الذي يتأقلم معه الشيخ نفسه والذي يهدىء من استرسال أولئك.
الهيئة مثل غيرها من مناشط المجتمع، ولها خير كثير ولها أيادٍ بيضاء لا ينكرها إلا من في قلبه مرض، كما أن لها أخطاء لا يتحمّلها إلا من مات قلبه أيضاً، وهنا يجب أن نقف معها وأن نحاسبها كذلك بعقل وتهذيب، لأننا نحن والهيئة أمام قوى كثيرة تستهدف الدين والوطن والحياة كلها وكلنا نخدم أمة ووطناً صار بؤرة التركيز هذه الأيام، فلا يحمي الديار والدين إلا رجاله في كل موقع، ومنهم طبعاً رجال الهيئة.. وفق الله الجميع
__________________
أشكر بريدة city على هذا التوقيع الجميل
|