مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 26-03-2007, 02:29 PM   #11
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
..


جزاك الله خيراً أخي على هذا الموضوه لهذا الكاتب المتحرر كما يحب أن يسمي نفسه ..
و لتسمح لي أخي بوضع موضوع كتبه الدكتور عبدالله الزايدي المتخصص في الثقافة الإسلامية عن هذا الكاتب و فيه :

يصف دعاة التنوير ذواتهم بالتقدمية ومواكبة العصر والتطورية، وينعون على غيرهم -خصوصاً خصومهم التقليديين (الإسلاميين )- تعلقهم بالقديم وارتباطهم التراثي، وانشدادهم للماضي، وخصومتهم للمجتمع، وفي ذات الوقت نجد هؤلاء الدعاة يقعون -وبصورة أشد- فيما يتهمون به خصومهم.

وحتى لايكون الأمر دعاوى لا تستند إلى البرهان، نقف مع أحد أبرز دعاة التنوير في بلادنا المملكة العربية السعودية، الذي يعده العديد من المتابعين أبرز وأعمق منظري الفكر التنويري كما يصفونه، وهو أكثر من كتب عن التنوير محبذاً وداعياً، ومنافحاً من خلال مقالات عدة في إحدى أبرز الصحف السعودية:

فنجد أبرز سمات فكره التنويري واضحة في كتاباته، وهي سمات تتناقض مع دعاوى التقدمية التي يبشر بها، ويمكن إيجازها على النحو التالي، مستندة إلى شواهدها من مقالاته المنشورة:

أولاً: الانشداد للماضي الأوروبي الذي مضى عليه أربعة قرون، وتجاوزه الواقع الأوروبي بمراحل، ولا يزال التنويري الكبير يحلم بتلك الفترة، ويعمّم أثرها على كل الإنسانية، حتى على المجتمع المسلم الذي لم يخرج من الظلمات إلى النور في رؤية التنويري إلاّ بفكر التنوير الأوروبي؟! فيقول:

1 -لم ينهض التنوير الأوروبي المجيد، الذي أخرج الإنسانية من ظلمات الجهل والتخلف والانحطاط، إلى نور العلم والتقدم والمدنية الإنسانية، إلاّ على إيمان راسخ وعميق بهذا الإنسان، إيمان متفائل، يتكئ على فعاليات عقلية، ومعطيات تجريبية من عالم الوقائع المادية، ولكنه - قبل ذلك وبعده - يكاد يكون عقيدة كلية، تستولي على مشاعر أولئك الفلاسفة العظام، في عصر النهضة الأوروبية.

2 - كما لم يأت التنوير الأوروبي من فراغ؛ فإنه - كذلك - لم يقم في فراغ. لقد كان الواقع المظلم لأوروبا في القرون الوسطى هو الباعث أو المسوّغ لطرح سؤال التنوير الذي أخرج أوروبا من الظلمات إلى النور. ولا يزال التراث التنويري، يمد العالم أجمع بنفحات من الحياة، يصعب أن تعيش بدونها؛ على الرغم من بعض صور العقوق له، حتى من أبنائه، على الرغم من القراءات المتجاوزة من جهة، والمضادة لنهائيات القيم التنويرية من جهة أخرى.

3- اجترار مصطلحات الفكر الماركسي ومفرداته الخطابية نحو الخصوم: الظلامية، الرجعية.

على الرغم من مزاعم التنويري بالحداثة والتقدم إلاّ أنه موغل في التخلف واجترار مفردات الخطاب الشيوعي أيام الستينيات؛ فهو يصف مخالفيه بالرجعية والتخلف فيقول:

هناك - أيضاً - من يستفيد معنوياً من هيمنة الوعي التقليدي الرجعي. القيمة المعنوية لسدنة الرجعية مرتبطة ببقائها - ومن المعلوم أن مصطلح سدنة الرجعية أحد أبرز المصطلحات الشيوعية شيوعاً في الأوساط العربية في فترة الستينيات.

4- العداء المطلق للآخر (الإسلامي) وثقافته؛ ففي كتابات هذا الكاتب عداء شديد للثقافة الإسلامية، يتضح جلياً في مفردات السباب التي يوجهها لهذه الثقافة؛ فهو يصف ثقافة المجتمع المسلم الذي يعيش فيه بأبشع الأوصاف، فهي(ثقافة الغباء)، و (ثقافة الموت)، و (الثقافة الآتية من عصور الانحطاط)، و (الثقافة البائسة).

وهذه الشتائم لثقافة المجتمع المسلم الذي يعيش الكاتب فيه بجسده، ويغترب عنه بفكره تتكرر في أكثر من مقال، بل تتردّد أحياناً في المقال الواحد.

5 - تأكيد حالة الصراع الدائم مع المجتمع والاغتراب عنه، والاستعلاء عليه، ووصفه بالجهل والظلامية والخصومة معه ومع ثقافته، والدعوة للصراع مع المجتمع والقوى النافذة فيه، والتي تقف موقف التوجّس من دعوته، في نفس الوقت الذي يهاجم فيه أعلام الدعاة بأوصافهم بزعم أنهم يثيرون ثقافة الصراع في المجتمع، فمن أقواله الغريبة في هذا السياق:

1 -وكلّما تكشف الواقع عن روح ظلامية رجعية كان إحساس الفاعل التنويري بأهمية دوره التاريخي إحساساً عميقاً؛ يدعوه إلى (الجهاد) في سبيل التنوير، حتى النفس الأخير.

2 -هناك من لا يريد أن تظهر العلاقة بين التقليدي والتنويري على أنها علاقة صراع، وإنما يريدها علاقة حوار وتكامل. هذا حلم جميل. لكن طبيعة الوعي التنويري التقدمي، لا يمكن أن تكون في علاقة سلام مع الوعي التقليدي الرجعي الذي يحاول الرجوع بالأمة إلى الوراء. كل مفردة من مفردات التنوير الإنساني، ستجد لها ما يضادها من مفردات السلفية التقليدية التي تقف على الضدّ من الإنسان.

3 - التحوّلات الاجتماعية لا تسير بمنطق الأحلام الجميلة، بل هي إلى منطق الصراع أقرب. لن يرضى التنويري بالانسياق إلى غياهب الظلامية التقليدية، وكلّما تكشّف الواقع عن روح ظلامية رجعية؛ كلما كان إحساس الفاعل التنويري بأهمية دوره التاريخي إحساساً عميقاً يدعوه إلى (الجهاد في سبيل التنوير، حتى النفس الأخير).

4 -التيار التقليدي قادر على الإضرار بنا مادياً ومعنوياً. لكن يجب أن تكون هذه القدرة حافزاً لنا للقيام بأي شيء لمواجهة هذه الظلامية القاهرة. والواجب أن تكون علاقتنا بقوة التيار التقليدي غير تقليدية. أي كلّما أحسسنا بتنامي قدرته على الإضرار بنا، فلا بد أن نكون أشد صراحة وجذرية في مواجهته، وليس أن نخضع لهيمنته ونفوذه.

6- التحامل على المخالفين له، وتشويه حقيقة موقفهم، وافتعال أسباب غير حقيقية للخلاف.

7- استبعاد البعد العقدي الديني لخصومهم الفكريين وقصر الأسباب على السبب المادي (التفسير المادي للتاريخ)، ويتضح ذلك في النصوص التالية:



1 - هناك من يستفيد مادياً من ضمور الفاعلية التنويرية وتضخم النفوذ التقليدي. أي أن موقعه في بنية المجتمع، وامتدادات المصالح الخاصة، تجبره على الوقوف في الصف التقليدي.

2 - هناك - أيضاً - من يستفيد معنوياً من هيمنة الوعي التقليدي الرجعي. القيمة المعنوية لسدنة الرجعية مرتبطة ببقائها. نحن نعرف أن هناك مؤسسات قائمة على ترويج هذا الخطاب، بل وأقسام (علمية!) جامعية، تمنح الشهادات العليا، بدرجة الولاء لهذا الخطاب التقليدي، وهؤلاء سيكونون في المهمش الاجتماعي في حال تنامي المد التنويري، وستصل قيمتهم الاعتبارية إلى درجة الصفر، بل ربما كانت المراجعة المعرفية التنويرية كفيلة بمحاكمتهم - معرفياً - على جنايتهم في حق الأمة.

8- اجترار مقولات ثبت بطلانها

من المزاعم التي كان يلوكها دعاة التغريب من العلمانيين والشيوعيين في أواسط القرن الماضي، دعوى التشابه بين وضع علماء الشريعة ورجال الدين في أوروبا، وأن علماء الدين الإسلامي يتماثلون في مسؤولياتهم وأعمالهم مع رجال الكهنوت الأوروبي، وهذه مزاعم فجة وغير علمية، ومع ذلك يأبى داعية التنوير الكبير إلا أن يلوكها في ترداد ساذج لمقولة مزورة للحقيقة، فيقول:

"لقد أدرك رواد التنوير العربي منذ أيام الطهطاوي وإلى هذه الساعة، أن التشابه كبير جداً - على الرغم من الفروقات الثانوية - بين الحالة الأوروبية في القرون الوسطى وحالة المسلمين اليوم. أدرك رواد التنوير العربي أن المسلمين لم يخرجوا - بعد - من قرونهم الوسطى التي تمتد لما يناهز عشرة القرون، وأن عصور الظلام الإسلامية لم تكن أحسن حالاً - بمعيار الوعي الكلي - من عصور أوروبا المظلمة ذات النفس الكنسي".

10- الاعتراف بأن للتنوير أهدافاً غير التقدم المادي، وهو الهدف التغريبي.

على الرغم من إلحاح التنويريين -كما يسمون أنفسهم- بأن التنوير يستهدف النهوض بالأمة، والانبعاث الحضاري، وتحقيق التقدم المادي، فإن داعية التنوير يعترف بأن بلادنا استطاعت أن تحقق إنجازاً تنموياً مادياً لايُستهان به، ولذلك لم تكن هناك حاجة للتنوير في بعده الثقافي في الرأي العام المحلي، ومع ذلك يصر على الحاجة إليه؟! مما يؤكد أن هدفهم من التنوير ليس التقدم المادي الذي يمكن حدوثه بمعزل عن هذا الفكر، بل يريدون نقل الفكر التنويري الغربي المعادي للثقافة المهيمنة على المجتمع وهي الثقافة الإسلامية، يقول الكاتب:

"لهذا لم يكن المجال للتنوير - في بعده الثقافي - مفتوحاً، بالقدر الذي يكفي لصناعة وعي حديث، يستطيع أن يعمل بالتوازي مع الحركة التنموية في بعدها المادي، وشبه المادي، وساعد على الزهد في التنوير ما أتت به الطفرة المادية من قدرة كبيرة على تحقيق منجزات تنموية لا يُستهان بها. وهذا المنجز المادي أوهم الوعي العام أن لا حاجة إلى التنوير، وأن الانبعاث الحضاري يتحقق، على الرغم من التمسك بالوعي التقليدي.

وحسب هذا الوهم فلا مسوّغ للمغامرة بتبني المشروع التنويري في أبعاده الثقافية.

انتهى المقال .


و أنا أقول : إن الرد على بعض هؤلاء المصادمين لخصوصيتنا الدينية و الحضارية لا يهم كثيراً، و إنما الحاجة الآن ماسّة و الضرورةُ ملحّة ، لأن نبين مزالقهم و حقيقة دعاويهم فالناس في الأعم الأغلب على خير ، و التوعية لهم مطلوبة من خلال بسط تلك المقالات و نزع الألقاب البرّاقة منها ، و عرضها بأسلوب واضح و صريح ، و أنا على ثقة بعد ذلك بأن الناس لن يقبلوها ، و مصطلحاتهم لها دور كبير في بث أفكارهم ، بل أقول إنها و سيلتهم الكبرى في تغطية فحوى ما يبثون ، مما يخالف الدين و يُصادم الحضارة و الأعراف و التقاليد ، و لهذا قال - صلى الله عليه و سلم - : "أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان " كما أخرج ابن حبان بسند حسن .
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)

الـصـمـصـام غير متصل