..
أهلاً بك أخي الكريم ، أسأل الله أن يُثبتّ التائبين و أن يتقبل منهم ..
أما عن سؤالك ، فهذا أمر في نظري يختلف باختلاف المعصية و الشيخ ، فمن الناس من يكون له قلب يستطيع الإقلاع مرةً واحدةً - و إن كان الأصل هو سرعةُ الإقلاع - لأن النهي يُفهم منه الفورية مالم يُقيّد - كما عند العرب -
لو لا حظت الآيات التي تدرجت بالمؤمنين في تحريم الخمر على أربع مراحل :
فالمرحلة الأولى : {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (67) سورة النحل
ففرق في الآية بين السكر و الرزق الحسن و هذه إلماحة .
المرحلة الثانية : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (219) سورة البقرة
المرحلة الثالثة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ } (43) سورة النساء
المرحلة الرابعة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (90) سورة المائدة
و بعد الآية الرابعة أراق الصحابة رضوان الله عليه ما عندهم من الجرار .. و كان بعضهم مُهيئاً للاقلاع عن الخمر ..
وبلا شك فإن من ترك المعصية مرةً واحدة دون ضرر يحصل أو خلل في توبته فإن هذا هو الموفق ،
وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه"
و بعد هذا فإني أنصح من يريد التوبة و قد أشكلت عليه بعض الأمور أن يتصل بأحد أهل العلم ، و يخبره بملابسات ما يجد و يشرح وضعه ، فالأسئلة العامة تورث إجابات عامة ، قد لا تتناسب مع الشخص ..
وفق الله الجميع لما يحب و يرضى ..
أشكرك أخي على طرق مثل هذا الموضوع المهم
|