عفواً : الشعر النبطي في مزبلة التاريخ !!
[align=justify] لست منصفاً إن قلت أن الشـعر النبطي ( الشعبي ) خـالٍ من الإبـداع والتميز ، بل هو ثقافة جيل مستقلة بذاتها اللغوية بعيدا عن العربية ، فليس من العربية إلا ما نطق به العرب وجاء به القرآن الكريم ، وأما ما استورده العرب المهجنة من كلام ميّعه الجهل والمستعمر فسموه ( شعبياً ) أو ( عامياً ) وجعلوه ثقافة علـقوا عليها تاريـخ وحضارة ؛ حتماً سينساها التاريخ ، فالتاريخ لا يخلّد إلا ما عـرفه العـالم ، أما إذا كانت هذه الثقافة بحروف عربية وبلهجة بعيدة جداً عن العربية بنطقها لا بمعناها فمآلها للنسيان ومزبلة التاريخ ، فما الفائدة من شعرٍ لا يفهمه إلا ناطقه ؟! ، فلو عرضنا أبيات من شعر نبطي كتبه بدويٌ من شمال جزيرة العرب فلن يفهمه من كـان في جنوبها ، فكلن له لغـته الـتي يعتقد أنـه يحفظ بهـا تاريخه وأدبه ، ويسمونها عربية ، وكذلك لو عرضنا - مثلاً - شعراً شعبياً مغربياً أو مصرياً أو شامياً حتماً لن يتذوقه إلا من فهم هذه اللهجة التي في الأصلح أن تسمى لغـة لأنها فـي الحقيقة لا تمـت للعـربية بصلة - في أغلبها - إلا بالحروف !! ، فمن المعلوم أن الأجيال تختلف لهجاتها عمن سبقها عبر التاريخ وخاصة في بداية انحطاط اللغة العربية ، وهذا هو العامل الأكبر في زوال الأدب الشعبي والنبطي ، فالمتداول هذا الوقت بين هذا الجيل هو الشعر النبطي المعاصر ، وقلما تجد منهم من يهتم بشعراء النبط السابقين ، مثلاًً لن تجد من يقرأ لحميدان الشويعر ومحمد العوني وغيرهم من الشعراء قبل مائة عام فأكثر لأنه حتماً لن يفهم ما يقول ، فالكلمات المستخدمة في ذلك الوقت لـن يعرفها لأنـه لا يستخدمها ، واللهجة العامية – ولله الحمد – لا تُستخدم إلا في الشعر ، فلذلك تجد أن المهتم من هذا الجيل لا يستمع أو يقرأ إلا لياسر التويجري مثلاً أو بن فطيس أو حامد زيد ، وكل هؤلاء سيأتي زمان لا يعرف النـاس مـا يقـولون لأن اللهجة تغيرت ، والألفاظ تبدلت ، وصار ما يتداول في أشعارهم لا تعرف عندهم بل هي من المعجزات والطلاسم . فكيف يحفظها التاريخ ؟! .
هاني الياقوت[/CENTER]
|