[الناقد1]

يقول أحمد المهوس :

إن الناظر فيما يقوله شعراء العامية من أهل القصيم في بعض قولهم ؛ ليعلم أن آثار الرفض لا تزال عالقة في ألسنتهم , فهذا الشاعر محمد العوني ( سجين الرأي في الأحساء , والمسمى بشاعر التحريض ) يدعو أهل القصيم المغتربين عنها بالرجوع إليها وصد جيش ابن رشيد , وقد رجعوا وانتصروا عليهم , فذاع صيتها , هذه القصيدة يحفظها كثير من كبار السن اليوم , وهي الموسومة بـ ( الخلوج ) , وتقع في خمسة وسبعين بيتًا , وهو صاحب القصيدة الشهيرة ( يا الله يا والي على كل والي ) , إذ ذكر _ في الخلوج _ تكراره لمقولة : ( أولاد علي ) , وهي مقولة تفيد الاستغاثة , والتحريض على النخوة , مثلها مثل قولنا : ( تكفى ) سيما عند البدو , ألا تراهم يقولون : ( تكفى تهز الرجال ) ؟! أذكر هاهنا ما يهمنا من هذه القصيدة وهي الأبيات الستة الأخيرة منها , يقول :

أولاد علـي اليـوم ذا وقـت نفعـكـم

لا رحـم أبـو نفـس تـتاجر بمـالها

أولاد عـلي إن الليـالـي قصـيــرة

ولا للفتـى غيـر الثـناء من نوالـها

أولاد علـي اليـوم مـا هـوب باكـر

قومـو بعـزم الليث ماضي فـعـالها

لا تتبعـون الهـون والعجـز والعسـى

أو ربمـا أو ليـت يعـتـب سـوالها

جود ورجا يا ناس مـا هيـب عندكـم

هـذيك ما لحـقوا هل القـول جالها

وذي قالـة ما ينطـحـه كـود نــادر

أولاد علـي مـن بكـم قال أنا لـها

مثل هذه المقولة , واستدعاء النخوة بها ؛ يدلنا على أن الغلو في خليفة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كان موجودًا وقتذاك , إذ إن استحضاره وأولاده وتشبيه الأبطال بهم دون سواهم ؛ مدعاة للجزم باعتناق أهل القصيم لمذهب الرفض قديمًا , وبقيت هذه المقولة على ألسنتهم بعد أن تسننوا .

دمتم بود