..
أعود مجدداً لأذكر ما أستطيع ذكرهـ من وسائلٍ للعلاج ، في سبيل الخلوص أو الوقاية من هذا الشر الذي لم أتصور درجة انتشارهـ بين بنات المسلمين - حفظهن الله من دعاة الرذيلة -
العلاجُ موضوع مترابطٌ متشعب ، لكن سأضع رؤوس الأقلام و أذكر أهم المراجع و ما يمكن الاستفاده منه في هذا الجانب . و هذا الأمر قال عنه الإمام ابن القيم - رحمه الله -
"وهذا داء أعي الأطباء دواؤه ،وعز عليهم شفاؤه ،وهو لعمر الله الداء العضال والسم القتال ، الذي ما علق بقلب ؛ إلا وعزَّ على الورى استنقاذه من إسارِه ، ولا اشتعلت ناره في مهجة ؛ إلا وصعب على الخلق تخليصها من ناره ".
من سبل العلاج و الوقاية :
أولا :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كلُّ الحوادثِ مبداها من النظــرِ = ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستصغَر الشَّـررِ
كمْ نظرةٍ بلَغَت منْ قلْبِ صاحبِها = كمبلغِ السهْم بينَ القوسِ والوتـر
والعبدُ ما دام ذا طَرْفٍ يُقَلِّــبُه = في أعُين الغيْدِ مَوقوفٌ على الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقْلَتَهُ ما ضَرَّ مُهْجَـــتَه = لا مَرْحباً بِسُرورٍ عادَ بالضَّــررِ[/poem]
قال الإمام ابن القيم : ومن آفات النظر : أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات ، فيرى العبد ما ليس قادراً عليه ولا صابرا عنه ، وهذا من أعظم العذاب : أن ترى ما لا صبر لك عنه، ولا عن بعضه ،ولا قدرة لك عليه ولا عن بعضه ... و قال في موضعٍ آخر : إن حبس اللحظات أيسرُ من دوام الحسرات ، و بغضّ البصر تنحل كل هذه الإشكالات و تهدأ تلك الأعاصير ، فما كان داعياً للفتنة ، فلا داعي للولوغ فيه و إحقام النفس في دوّامته .
ثانياً :
انشغال القلب بمحبوبٍ أعظم و ملؤه بالخوف من الله و لذة مناجاته ، و الأنس بقربه ، فما أشد نعيم من وصل إلى هذه المرحلة ، و استطاع التغلب على هوى نفسه و كيد شيانه ، هكذا ينبغي للفتاة أن تكون و هكذا تتخلص من كل نكد و هم و غم ، و أعظم عذاب في هذه الدنيا هو عذاب العاشقين و المتعلقين ، و أعظم نعيم هو الأنس بالله تعالى كما ذكرت ، و كما قال أولنا : نحن في نعيم لو يعلم عنه الملوك و أبناء الملوك لجالدونا عليه بالسيوف . و سد أبواب الخطرات ، و التكفير الدائم و الاسترسال مع الأفكار القبيحة ..
ثالثاً :
إدراك خطورة الأمر و عواقبه في الدين و الدنيا . و هذا يأتي من خلال ما ذكر من قصص لهؤلاء ، و ما آل إليه حالهم ..فهذا التعلق على مراحل في عواقبه ، فتارة يودي إلى الكفر - والعياذ بالله ،
و يجب ان تتذكر الأخت أن اللع تعالى يُعذب من يعصيه بهذا التعلق ؛فإن من أحب شيئا غير الله عذب به ولا بد كما قيل :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فما في الأرضِ أشقى منْ مُحِبٍّ = وإنْ وَجَد الهوى حُلْوَ المَذاقِ
تَراهُ باكياً في كُلِّ حـــينٍ = مَخافةَ فُرْقةٍ أو لاشتـــياقِ[/poem]
رابعاً :
الاشتغال بما ينفع من قراءة القرآن ومطالعة كتب التفسير والحديث والعناية بالرقائق ومصنفات الوعظ والإرشاد؛ حتى يستعلي القلب على شهوات النفس ويترفع عن الدنايا والقبائح.
خامساً :
البعد عن مواطن الفتنة وأماكن الاختلاط والتبرج والسفور؛ حتى لا تقع العين على ما لا يحل، فتتعلق النفس بذات أو صورة تظل هاجساً ينتاب القلب كل حين ، وطيفاً يعاود النفس ساعات الليل والنهار حتى تتمكن من سويداء قلبه فيشقى بها الدهر كله ، وتنغص عليه طعامه وشرابه ، وتسهر ليله وتلهب نهاره ، وكان بالإمكان تجاوز هذه المحنة كلها بأطر النفس على مجانبة أسباب عطبها وتلفها .
سادساً:
قد روى الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يُغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ، ومما لم ينْزل ، وإن البلاء لينْزل ، فيلقاه الدعاء ، فيتعلجان إلى يوم القيامة "
طرق العلاج كثيرة و الموضوع متشعب ، و خطير في نفس الوقت ، وهذه ثمرات جمعتها من هناك ،
أنصح كل أخت و كل أخ بقراءة كتاب الجواب الكافي ( الداء و الدواء ) لابن القيم ..
كما أدعوكم مرةً أخرى لسماع شريط ( بركان العواطف ) للشيخ إبراهيم الدويش فهو كافٍ بإذن لله ، و قد ذكر الأسباب و العلاج و شخَّص الظاهرة تشخيصاً رائعاً فجزاهـ الله خيراً
أخيراً إليكم هذه الرسالة من شيخنا يوسف بن عبدالله الأحمد - حفظه الله - وهي مخصصة لطالبات الثانوية و المتوسطة :
(( إلى طالبة المرحلة الثانوية والمتوسطة : اعلمي أن كل فتاة تحدثك عن اتصالها بشاب، أو عن تعلقها ببعض المغنين واللاعبين ، أو تدعوك إلى حفلة ديجيه أو غيرها من الحفلات الغنائية ، أو تخبرك عن سفرها إلى بلاد الفسق والفجور، أو ترين منها لبس العباءة المتبرجة . فاعلمي أنها صديقةُ سوء وأن النبي صلى الله عليه وسلم مثَّلها بنافخ الكير .
وتذكري دوماً قول الله تعالى : (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً )) (الفرقان: 27-29) .
اقطعي العلاقة بهذه الصديقة ، والتحقي بالصحبة الصالحة بجماعة المصلى ، ودور تحفيظ القرآن الكريم. وكم هو مؤلم حينما نعلم أن جميع الطالبات إلا ما قل تخرج من المدرسة وقد انكشفت يدُها وجزءٌ من ساعدها وربما قدماها ، فاتقي الله تعالى واتخذي قرار الستر الكامل من الآن وبادري بلبس القفاز والشراب الأسود ، فإن فعلتِ ذلك فاعلمي أنك قهرت الشيطان والنفسَ الأمارةَ بالسوء، وإن لم تفعلي فاعلمي أنك المهزومة)).
و شكراً لكمـ ،،،
آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 03-04-2007 الساعة 08:51 PM.
|