تابع
تــــــــــــــــــــــــــابـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــع
هذا ومن فوائد المرض : أنه يظهر للعبد فقره وحاجته إلى ربه سبحانه وتعالى ويذكره بالتوبة والإنابة ونعم الله عليه في حال الصحة والمرض مع ذلك : تطهير القلب من الكبر والخيلاء والعجب والحسد فإن النفس في حال المرض تنكسر وتذل وتتواضع لله ، ويرق القلب فما أعظم حكمة الخالق (جل وعلا ) . فالعاقل الموفق هو الذي يسلم لخالقه الأمر فهو أرحم بعبده من أمه التي ولدته ، قال بعض السلف :( إرض عن الله في جميع ما يفعل بك ، فإنه ما منعك الا يعطيك والا بتلاك الا ليعافيك ، ولا أمرضك الا ليشفيك ، ولا أماتك الا ليحييك ، فإياك أن تفارق الرضى عنه طرفة عين فتسقط من عينه ) . وقال ابن القيم رحمه الله :( من تمامرحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد فإنه أعلم بمصلحته ، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته من رحمته به ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه . فهذا من تمام رحمته به ، لامن بخله عليه ، كيف ؟ وهو الجواد الماجد ، الذي له الجود كله ).
وقال :( ومن رحمته - سبحانه وتعالى - بعباده أن نغض عليهم الدنيا وكدرها ، لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا اليها ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره فساقهم الى ذلك بسياط الأبتلاء ولا متحان فمنعهم ليعطيهم وابتلاهم ليعافيهم وأماتهم ليحييهم ) .
إن على من أبتلي بالمرض أن يعلم أن المؤمن يبتلى لمحبة الله له قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله إذا احب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) . رواه الترميذي وابن ماجة وهو حديث صحيح ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فلأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه . ولهذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاء حتى قالت عائشة رضي الله عنها :( ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من الرسول صلى الله عليه وسلم ) . رواه البخاري ومسلم ، وعن فاطمة بنت اليمان رضي الله عنها قالت : أتينا الرسول صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا بسقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى ، قلنا يارسول الله : لو دعوت الله فشفاك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . رواه الأمام أحمد والنسائي ، وسنده قوي .
وهذا أيوب نبي الله عليه السلام . لبث في بلائه ثمانية عشرسنة حتى رفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه وزوجته، فمل الناس زيارته حتى شفاه الله سبحانه وتعالى .
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفي جميع مرضى المسلمين ، وأن يعافي المبتلين ، وأن يجبر المصابين كما أسأله سبحانه لي ولك الإخلاص والسداد في القول والعمل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كاتب المطوية الشيخ : عبد الله بن سليمان الخضيري
أرجوا من المشرف التثبيت ولو لأسبوع واحد
حقوق الطبع لكل مسلم
أرجوا نشرها في المنتديات الآخرى
مع التحيات شركة برق البصر القروية
|