بسم الله الرحمن الرحيم
من بعد أحداث 11 سبتمبر ، والعالم الإسلامي يعاني من تسلّط الأعداء وتطاولهم على البلاد الإسلامية باسم الحرب ضد الإرهاب ، وقد ضيّق على المؤسسات الخيرية ، وأوقفت الكثير من مشاريعها .
واليوم ـ إن ثبت أن قتلة العثمان ـ ( رحمه الله ) ـ هم ممن ينتسب لفئة تنتسب للدين ـ فإن هذا الأمر يعد مصيبة من المصائب العظام ، وبليّة من البلايا ، ورزيّة من الرزيّات ، لأنه ـ وفي أغلب الظن ـ ستكون بداية عصيبة لكل من يجتهد بالتمسك بدينه ، حيث ستتوجه الاتهامات أكثر ، ويضيّق النطاق أكثر ، على كثير من المنتسبين للصحوة الإسلامية .
ولولا الله ثم حكمة ولاة أمورنا في مواجهة مثل هذه الحوادث ، ورجوعهم للعلماء فيها ، لوقع لشباب الصحوة الإسلامية في بلاد الحرمين ، مثل ما وقع لشباب الصحوة في بعض البلاد الإسلامية ، من سجن وتعذيب ، وقتل ـ يكاد يكون عشوائي ـ ، كل ذلك وقع على شباب الصحوة بسبب عمليات إجرامية ضد رجال الأمن في تلك البلاد ، قامت بها أيد خفية ، منسوبة للصحوة ، قد تكون من عناصر متطرفة في الصحوة ، وقد تكون من أعداء الصحوة الذين يسعون للقضاء عليها عن طريق عمل مثل هذه الأعمال ونسبتها إلى الصحوة .
فإقرار العمليات الإجرامية ضد رجال الأمن في هذه البلاد المباركة ، يعد مصيبة على الدين وأهله ( هذا إذا كانت هذه الاعتداءات قامت باسم الدين ) .
لذا لم ولن نرضى أن يتجنّى أحد على أحد باسم الدين وأهله ، وأن يتصدّر لإصدار قرار يتعلّق بمصيرنا ، ويفرض علينا موافقته ، أو يتهمنا بالمداهنة أوالخَوَرِ إذا لم نوافقه ، ثم يتولى قيادة المركبة بسرعة جنونية ، ويسلك بها طرقا عسيرة ، تنتهي به وبمن معه إلى الهلاك .
وأمر العامة لا ينفرد به أحد ، حتى ولو كان أهل ، بل ينعقد له مجلس يضم كبار العلماء البالغين مرتبة الاجتهاد من أهل الإفتاء ، يتولون الأمر وتوضيحه ، والرفع لولاة الأمر فيما هو من شأنهم ، والتحدث إلى العامة فيما هو من واجبهم .
وإذا لم يكن هذا ، فالاختلاف والفرقة والفوضى والبلبة والفتن والقتل والتشريد والسبي والانتهاكات ، هي النتيجة الحتمية لمن فرقوا دينهم وكانوا شيعاَ .
( اللهم اعصمنا من سوء الفتن ، ومن مضلاّت الفتن )
( اللهم احفظ بلادنا التوحيد بلاد الحرمين الشريفين من شر الأشرار ، وكيد الفجار ، وسائر بلاد المسلمين )
( اللهم وفّق ولاة أمورنا لما تحبه وترضاه ، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ، التي تذكّرهم بالحق وتعينهم على إقامته )
( اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين )
( اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله وصحابته أجمعين ، وعلى التابعين ، ومن تبعهم إلى يوم الدين ، وعنا معهم بجودك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين )