.
.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ، قيل من هم يا رسول الله ؟ قال: الذين يصلحون ما أفسد الناس) أخرجه أبو عمر الداني .. أنظر الصحيحة 1273
فما معنى هذا الحديث :-
- ((قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(18/291-197) عند شرحه لهذا الحديث (لا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبا يجوز تركه - والعياذ بالله - بل هو كما قال تعالى (ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) .. ولا يقتضي هذا إذا صار غريبا أن المتمسك به يكون في شر ، بل هو أسعد الناس كما قال في تمام الحديث : فطوبى للغرباء ،وطوبى من الطيب ، قال تعالى (طوبى لهم وحسن مآب) فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبا ، وهم أسعد الناس )) .
-وقال إبن القيم : (( فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جداً سُمُّوا غرباء ، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات . فأهل الإسلام في الناس غرباء . والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء . وأهل العلم في المؤمنين غرباء ، وأهل السنة -الذين يميزونها من الأهواء والبدع- منهم غرباء . والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين . هم أشد هؤلاء غربة . ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً ، فلا غربة عليهم ، وإنما غربتهم بين الأكثرين ))
والغرباء هم:-
- هم ((الذين يصلحون ما أفسد الناس ))
- وهم((ناس صالحون في ناس سوء كثير ،من يعصيهم أكر ممن يطيعهم ))
وطوبى هي:-
((شجرة في الجنّة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنّة تخرج من أكمامها . ))
.
.