يتبع . .
.
.
وهنــاكـ . .
حيث قادتني خطـــاي إلى ذلكم المبنى الجميــل . .
رأيت الناس يدخلونه جماعات وأفــراداً . .
وعندمــا لمحت ذلك الرجل . .
لم أتمــالك نفسي . .
لقد كان أنفــه يشبه أنفي . .
وتلك هي العلامة الفارقة لأي فلبيني . .
هتفت :
با بني قومي . . ! !
بالفلبينية . .
وهي الكلمة المتعارف عليها بيننا عندما ننادي بعضنا في مكان غريب . .
أقبل إلي . .
سألته وكلي لهفة . .
ما هذا الصوت ؟ ؟ ما هذا المكان ؟ ؟ ما الذي يفعله هؤلاء ؟ ؟ وما . . . وما . . . ؟ ؟
أسئلة متتالية تنتظر إجــابةً منذ سبعة عشر عاماً . . ! !
- حسناً . . انتظر . . سأصلي ثم آتيكـ . . اجلس هنا . .
بعد الصلاة جائني صاحبي . .
سألته . .
فطفق يشرح لي . .
وطفق بسرح ويمرح في قلبي . .
يغسله من كل أدران الضلال . .
يشعل شموعه . . يضيئه . .
ويزيل ما علق به من الأدران . .
وأتى بي إلى هنا . .
لأفهم بعد سبعة عشر عاماً فحوى هذه الرســالة التي وجهت إلي . .
وفهمتهــا الآن . .
والآن فقط . .
.
.
.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،
فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )
يحيى بن معاذ _ رحمه الله _
|