في الجامعة .. رأيت الأربعينية تبكي !
[align=justify]الرحمة تحتضر تحت سياط البلادة...
ضربُ السِّياط يزرع اليأس في القلوب ، قلوب منكوتة بالسواد تسقي الزرع دماء باردة ، الزرع تثمر الأنانية ، الثمار طعمها الخيانة .... ونسينا أخوة لنا في الإسلام !
مابين قتيل وأسير ومغتصب ومهان وجائع وظمآن وخائف وحزين من إخواننا في الدين ؛ تتداعى مشاعر القلوب الحية ؛ فتدمع أعين ، وتتمزق صدور قوم مؤمنين ؛ فهبُّوا للنصرة مابين مجاهد ومتطوع ... ورافعًا لأكف الدعاء !
نحن بألعابنا نتلهى ، وقد أضفينا حولها هالة من الأبهة والرسمية ، وهي ألعاب أطفال ! طيَّبَ الله ثراك ياعلي الطنطاوي إذ قلت : " الحياة الدنيا كلها ، ماذا يبقى منها إن رُفِعَ الإيمان؟ ... ألعاب أطفال " .
نُكِتت ظلمات بقلوبنا ؛ فضعف الإيمان ، فلم نلتفت لإخوة لنا ... في الإيمان .
لا .. لست ألوم لأننا لم نذهب متطوعين أو مجاهدين ؛ بل لأننا نسينا أو تناسينا أو تكاسلنا عن الدعاء ، نعم ... الدعاء !
آآه .. لقد اختلطت الأمور علي ، كيف نلوم أنفسنا ونحن قصرنا مع الله بعبادة الدعاء ، فكيف أطالب بأن نرفع أكف هذه العبادة لإخواننا ، ونحن مقصرون مع ذات العبادة .
كيف حالنا مع عبادة دعاء الله - عز وجل - ... أولا !
متى خصصنا لإخواننا المسلمين الدعاء الدائم ؟ ... ثانيًا !
قال الطنطاوي رحمة الله عليه : ليت الإنسان لايذكر ؛ إذن لما تألم !
قلت : صدقت ياشيخنا ، مشهدٌ لم أستطع أن أنساه أبدًا ، في محاضرة ألقيت بجامعتنا قبل أيام حول هيئة الإغاثة العالمية وإنجازاتها ، لقطات متتابعة ، مأساة تتلوها معونة وإنجاز ؛ فمأساة أخرى تتبعها معونة وإنجاز أخريان .... ثم ظهرت تلك اللقطة الـ .. الـ .. ماذا أقول ؟! مؤلمة .. مبكية .. تجعل قلبك يعتصر القهر والغيظ ... واللوم لأنفسنا !
إمرأة أربعينية ( من بلاد الكرد ) ، دخل عليها المصور في خيمة صغيرة لاتستطيع الوقوف داخلها ، ولاأن تمد رجليك مضطجعًا ؛ خيمة صغيرة جدا ، رأيت في اللقطة تلك المرأة الهزيلة وهي جالسة مُتربعة وفي حضنها طفل ، وتحمل بيدها اليمنى طفل ... وحيدة ! نعم ... في خيمتها وحيدة ، وتهز كتفيها ورأسها أماما وخلفا ( كالطفل حين يقرأ القرآن ) بعينين شاخصتين ، ووجه شاحب ، كانت تبكي عن جوع وخوف وضعف ، وتمسح دموعها بيديها .... رحمة الله على قلوبنا !
هلا دعونا الله لهم بقلوب حاضرة ... !
صلى الله على الحبيب وسلم .[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !
|