شيَّعت الدكتور عبدالرحمن السميط !
[align=justify]إنني على علم بأني سأكتب الآن عن أحد عظماء العاملين في المجال الدعوي عبر التاريخ الإسلامي ، ستة ملايين مسلم هم ثمار تلك البذرة التي بذرها في بلدة ( ملاوي ) ، بذر ولم يهمل أو يمل ويكل ؛ بل بذرها واعتنى بها سقاية ووقاية ... بديمة واستمرار .
د.عبدالرحمن السميط .. يبدو أنني مشتاق للكتابة عنك أكثر وأكثر ، ليتكم شاهدتموني وأنا أمشي خلف هذا الرجل الكبير قدرا وسنا ، في المعرض ، لم يتقدم خطوة إلا وأنا خلفه ، قرأت عنه ، وله .. وسمعت عنه ، لكني اكتشفت أن هذا في كفة ، ورؤيته أمامي يتكلم بنبرته الأكثر من رائعة ؛ في كفة .
رباه ! كم ازددت حبا لهذا الرجل !
الغيرة ينضح بها قلبه ، والهم كماء النار يسري في أعصابه ، ثقيل الجسم ، كبير السن ؛ لكنه رشيق في سيره الدعوي ، ولديه حماس الشباب ... إنه يحمل هم هذا الدين .
كم أحبه !
نزلت من المدرجات نحوه هذا الرجل لأقبل رأسه ، لكنني لما اقتربت منه رأيت الجموع وقد التفوا حوله ، وآذوه - هداهم الله - مع أنه كان يستقبل الجميع بابتسامة وفرح وسرور ، مع أن هذه الجموع لاترحم - مع الأسف - فذلك يسحب رأس الدكتور من جهة ، تتبعها سحبة أخرى من جهة أخرى ... هذه لاتليق أيها الأحبة .
أما أنا ؛ فقد اكتفيت بأن أقترب منه ، وأصبح من شيعته الذين يتجولون معه في المعرض ، صرت خلفه تمامًا إلا في ثوان قليلة أرغم على الابتعاد عنه إلى الخلف قليلا بسبب الزحام ، لكن سرعان ماأتقدم لأصبح خلفه ، كالتلميذ خلف أستاذه ، وكالطفل خلف والده ، وكطالب العلم خلف شيخه ... لكني لست - قبل اللقاء - من هذه الأصناف ، لكن لما رأيته ، اعتبرت نفسي تلميذه وابنه وطالب لعلمه .
كان بصري معلقا بهذا الرجل وهو يمشي ويتجول في المعرض ، متواضعًا مبتسمًا ، إنها مرآة الدعوة في القارة السمراء ... تغرورق عيناي بالدموع ، لكن سرعان ماأكبتهما ، عيب ! الناس تنتبه .
قلت في نفسي لما لم أقبل رأسه بسبب الزحام : أقل الأمر أن أشيعه حتى نتفرق ، تجولت معه ( في الحقيقة خلفه ) ، وتمنيت أن أمسك بيده حتى يغادر ، حتى إذا مااستوقفته بعض الكتب توقفت معه ؛ كأنني - حقيقة - من ربعه ، حتى إذا ماانتهينا إلى الباب الخارجي ، وحان الفراق ، عزمت على تقبيل رأسه ، فوجدت الفرصة قبل أن يخطو نحو الخارج بلحظات ، حيث خرج الدكتور عن الزحام ، فتقدمت بجانبه ، ومددت يدي : السلام عليك .
- وعليكم السلام .. .
وكان حسن ختام اللقاء قبلتين على رأسه ، ودعاء بأن يبيض الله - سبحانه وتعالى - وجهه .
بيض الله وجهه ، وأنار دربه ، وألبسه لباس الصحة والعافية ، وثبتني وإياه . آمين
وصلى الله على الحبيب وسلم .
--------------------------------------------------
* روابط تتعلق بالدكتور عبدالرحمن السميط :
- ترجمة للدكتور - وفقه الله تعالى - .
http://www.labaik-africa.org/index.p...ion=pages&id=7
- صفحة الدكتور - وفقه الله تعالى - في موقع طريق الإسلام .
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...scholar_id=550
موقع ( لبيك أفريقيا ) .
http://www.labaik-africa.org/index.php[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !
|