حياك الله أخي المتزن
وبالنسبة لاستغرابك ، فكل شيء توقعه بهالوقت اللي انقلبت فيه الموازين ، فأصبح العلماء لا احترام لهم ورأيهم لا قبول له ، بعكس حال السلف الصالح الذين يحترمون أهل العلم ويقدرونهم ويعلمون قوة أقوالهم المبنية على الكتاب والسنة .
1 / وبالنسبة لأن الفتوى قاطعة ، فأنا بلا ريب لا أقصد أنها قاطعة بكل المسائل معاذ الله أن أقصد هذا ، وإنما أقصد في المسائل النازلة أو المشكلة أو العويصة التي تنازع فيها العامة وأشكلت عليهم ، فإن فتوى اللجنة بهذا قاطعة بلا شك ، ومن ذلك تغيير الإجازة الذي هو عنوان الموضوع ، فلم ييسر الله لنا مثل هؤلاء اللجنة إلا لقطع الحديث ، وإذا كان كلام اللجنة مخالفاً لكتاب الله أو لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حاشاهم ذلك ، فهنا لا أحد يقبله ، ولكن هؤلاء العلماء ليسوا من صغار طلبة العلم ليكون كلامهم موضع شك وريبة وتأمل ، بل وثقت بهم الأمة ووثق بهم العلماء ووثق بهم عامة المسلمين فإذا تصفحت هذه الفتاوى تجد من يسأل من جميع نواحي العالم ، لأن علمائهم هناك يوصون بفتاويهم فهذه علامة بارزة لقبول الأمة لهم في كل مكان .
وليكن بعلمك أن غالب الفتاوى التي تطرح على اللجنة هي المسائل المشكلة التي تحتاج إلى قطع للحديث عنها ، وغالب هذه الفتاوى أيضاً بالعقيدة ، وتجد بعض العوام ابتلي بأحد علماء البدع فأشكل عليه الكثير من المسائل ، فإذا رأى جواب اللجنة بلا شك ستكون الفتوى قاطعة ، أو نقول أن المخالف بذلك عالم من علماء البدع فالمجال مفتوح للاجتهاد !
2 / بالنسبة للحديث الذي استشهدتُ به ، فإن لم يكن هذا مكانه فأين مكانه ؟ ألسنا نرى الآن رؤساء جهالاً يفتون الناس ، ومنهم رؤساء في الانترنت فضلوا وأضلوا نسأل الله لنا ولهم الهداية ، وإذا أعطيناهم رأي علمائنا ، لم يعجبهم ذلك ولم يجدوا إلا التنقص منهم وقول : إن هؤلاء هيئة كبار علماء السن وليس العلم !
3 / نعم هذا تنقص للعلماء ، فإذا كان كلام العلماء المبني على الكتاب والسنة لا يقبل وليس قاطعاً للحديث فمن كلامه عندئذ سيقطع الحديث في مسائل الشرع ، لا تأتي وتقول الكتاب والسنة هو الذي يقطع الحديث فقط ، فهؤلاء من أين يأتون من التوراة أو من الزبور ؟ !!! فهم أفهم وأفقه للكتاب والسنة مني ومنك ومن جميع من لم يصل إلى درجتهم من العلم والرسوخ والفهم والحكمة والأدب .
أخيراً أشكرك وأنا أكرر استغرابي أيضاً من تنقصك للعلماء في أكثر من موضوع هدانا الله وإياك للحق وإلى الطريق المستقيم
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|