( 6 )
الـخـــــائـن !
قـبـل رحيلنـا بأيّـــام قلائل . . دخــل علينـا في المغسلـة رجل سنغـالي ، وطلـب منّـا المسـاعدة . .
أخبرنـا الرجـل بأنـه قدم قبـل سنـة من " السنغــال " إلى " النيجر " ببضاعة لـه ليبيعها ،
إلا أن السلطات النيجرية قبضت عليـه حينهـا لارتكابه مخالفـة قانونية ، وأودع بسببها السجن سنـة كاملـة ،
وقد خــرج لتوّه ، ولـذا فهـو يحـتـــاج لبعض المـال لبيع بضـاعتـه ، وأخبـرنـا أنّــه بمجـرّد الانتهـاء من
عملـه سيعيد إلينـا المال ، قبـل عودته إلى " السنغــال " .
تداولت الأمــر مع ابن خالتي ورفيقي موســى ، ورأينــا أن مسـاعدة هذا الأخ السنغالي وإعـانتــه واجبة علينا ،
وكمـا يسر الله عز وجل لنـا من أعــاننــا أول مجيئنا فعلينـا نحن أيضاً أن نعين غيرنــا .
وفعلاً . . أقــرضنـا الرّجــل مبلغــاً كبيراً من الذي كنّـا نحتفظ به يعــادل تقريباً الأربع مئة ريــال !
كمـا أجلنــا موعـــد رحـيـلنـا لحين انتهــاء صاحبنـا من عمله واسترداد المال منـه .
مكثنــا في المغسـلــة أيـامـاً عــدّة ، ومضى الموعــد الذي حـدّده الرجـل . . ولم يأتِ . . ! !
لم نيـأس . . فقد انتظرنـاه أياماً أخرى . . لكنّـه . .
لم يـأتِ . . !
ويالهـا من مصيبة !
أهـذا ما كـان ينقصنــا ؟ ! !
اضطررنــا لمواجهة الأمــر الواقع ، لكننـا لم نكن نطيق البقــاء كثيراً ، واصلنـا العمل في المغسلـة حتى
جمعنـا شيئاً يسيراً أضفنــاه لما تبقى معنـا من المال ،
وقررنــا الرحيــل . .
وفـــوراً . .
واتّـجــهــنـــا إلــى " بـحــيــــرة تــشـــاد " . .
.
.
.
.
* * * * *