بسم الله الرحمن الرحيم
((
بنطلون طيحني )) ..
حينما يخرج الإنسان إلى الأسواق ، و التجمّعات الشبابية ، و الأماكن العامَّة الراقية ، فإنه لا يكاد يسلم ، من رؤية مظاهر التقليد الأعمى ، و التبيعة العوجاء للغربي الكافر ، في كل شيء و دون استثناء ..
اليوم رأيت في مسجدنا الذي أصلي فيه نموذجاً من الهَوَس الذي طال شبابنا ، وهو بنطلون (
طيحني ) و طريقة لبسه مضحكة مُبكية ، و عجيبةٌ سخيفة في آن واحد ..
طريقة لبس هذا البنطلون :
أولا / يكون هذا البنطلون واسعاً للغاية على الخصر ، بحيث يوشك على السقوط مرات عديدة ، و يتعاهده لابسه بين الفينة و الأخرى بالرفع - لما كبر السن بأبي بكرٍ الصديق صار يتعاهد ثوبه خشية الإسبال وهؤلاء يتعاهدون بناطيلهم تقليداً -
ثانيا / يكون اللابس لهذا البنطال قد لبس تحته (
سروال صغير ) و يشترط أن يكون هذا السروال (
يفتح النفس )

كأن يكون أحمر اللون ، أو يكون فيه قلب حبٍّ ..
لا أخفيكم أيها الأحبة أني رأيت هذا المنظر بعيني في جدة لأول مرة ، و هممت بأن أقول لذالك الشخص ( الله لا يهينك السروال طايح )

لكنني لم أفعل ، و بعدها علمت أن هذه هي الموضة ، فيا للعجب و ياللسخافة ..
لسنا بحاجة إلى مزيدٍ من الحديث عن (
طيحني ) ، و لكننا بحاجة إلى الحديث عن الهوية الصحيحة للشاب المسلم ، و أجد من المناسب ان أطرح أسئلة و أجيب عليها بما أراه مناسباً
كما أتيح لكم فرصةَ مشاركتي في هذا الأمر :
السؤال الأول /
هل نستطيع أن نقول أن كثيراً من الشباب لا يدركُ ما يفعل من خلال تقليده للغرب ؟
الذي أراه أن أكثر الشباب لا يدري ، و لهذا لو أتيتَ لتوعيته ، بشأن ما يرتكبه من مظاهر التقليد السلبية ، و منها (
طيحني ) لخجل ، و احمرَّ و جهه ، و تلألأت جبتهته من سيل العرق الجارف خجلاً و حياءً .
السؤال الثاني /
هل للفشل و الفراغ و الشعور بالهزيمة دورٌ في هوس التقليد الأعمى للغرب ؟
نعم ، و هذا نستطيع أن نقوله إذا نظرنا في الغرب أنفسهم ، فالغرب في تصرفاتهم على نوعين :
1- تصرفات راقية نموذجية كالجدية في العمل ، و اتباع الأنظمة عدم المخالفات ، و الإنجازات التقنية و المعرفية .
2- تصرفات فارغة ، و تدل على فراغ روحي ، و خواءٍ أخلاقي ، كالاهتمام بالعشيقة ، و الإغراق في إشباع حاجات النفس بأي طريقة كانت ، و التنافر الاجتماعي و التفكك الأسري .
إذا كان هؤلاء المقلدون للغرب من شبابنا يريدون بالفعل فرض لنموذج الغربي في حياتهم ،
فلماذا يهتمون في فرض القسم الثاني ( المتخلف )
في حياة الرجل الغربي ، و يرغبون عن القسم الأول ؟
أليس هذا دليل على أن تقليدهم من فراغ .
و لهذا تجد أن غالب هؤلاء الشباب المساكين ، فاشلون دراسياً ، و ضعيفون في بناء شخصياتهم بناءً سليماً ، و قليلوا الاهتمام بالعلم و الثقافة ، و القراءة .
أخيراً /
إن لدى الغرب الشيء الكثير من الإيجابيات ، مما نحتاج تطبيقه هنا ، و للأسف أنهم سبقونا في إيجابيات لا نزال نغفل عنها ، و نأتي على سلبياتهم و نستوردها ، و هذا يُنادي به اليوم المستغربون في صحفنا و بعض منتدياتنا ، فتراهم انشغلوا بأمور سطحية لا تمتُّ لبناء الحضارة ، و لا رقي الفكر بصلة ، وهنا حدث الخلل في النظرة فافتقدت شموليتها .
إننا كما نعاني من أصحاب (
طيحني ) من الشباب ، فإننا نعاني من أمثالهم إلا أن الآخرين يقلدون بشكل رسمي ، و على مستوى أكبر من مسألة مظهر كالمساكين أصحاب (
طيحني ) ، فإن الآخرين ، يريدون التقليد الأعمى من خلال فرض الفكر الغربي الساقط ، و تعصبوا لذلك ، بينما سكتوا عن الدعوة إلى تقليد الفكر الغربي الراقي المبدع .
نحن بحاجة إلى صناعة تقنية و عسكرية ، و إلى حضارة تُبثُّ إعلامياً على نطاق واسع و بشكل قوي ، لننهض بأخلاقنا ، و بعدتنا و عتادنا ، فأين المتغربون عن مثل هذه الدعوات ؟
و الحكمة ضالة المؤمن ، فلابد من محاكاة الغرب في سلوكهم السوي ، و نبذ سلوكهم الساقط ، لنمزج بين أخلاقنا و قيمنا السامية ، و بين إنجازات الغرب و انضباطه ، فنعود كان كان أسلافنا في عصور الازدهار العلمي في الدولة العباسية ، حين كان الفرس و الروم ، يحاولون محاكاة المسلمين ، في طريقة حياتهم ، و كان المثقفون من الأمم الأخرى يلبسون لباس المسلمين ، كعنوانٍ للتقدم و الحضارة .
أخوكم /
الصمصامـ ،،،