الاختلاف بين الرجل والمرأة
وعليكم السلام
أخي الكريم ولد الرفيعة
بعد أن قرأت موضوعك مليا اسمح لي أن أقدم قراءة أولية وعامة له تستعرض عنوان الموضوع وأبرز النقاط التي ذكرتها حتى أسهل على الإخوة المشاركين الرد والتعليق :
أولا :ذكرتَ يا أخي الكريم في عنوانك لهذا الموضوع أن لافرق بين الرجل والمرأة وانطلقت في بداية حججك أن الأطفال جميعا ذكورا وإناثا يولدون بعقلية واحدة وأن المجتمع ومن خلال الثقافة الدارجة هو من يقوم بصياغة الأدوار وتشكيل الشخصية لكل واحد منها لكل من الذكر والأنثى ! سواءا بسلبيتها وإيجابيتها وهنا كان تركيزك على النواحي السلبية لهذا التشكيل في شخصية المرأة واستدللت بحديث ولادة الإنسان على الفطرة !!!
ثانيا :كان بودي أن أن تعتني بشكل أكبر بالعناوين الفرعية فكثيرا لا أجد العنوان الفرعي مناسب لمحتوى الموضوع الذي ينسدل تحته ! وكثيرا ماتتداخل النقاط فيما بينها ويتكرر نفس الكلام في أكثر من موضوع !
ثالثا : أعتقد أنك كنت موفقا إلى حد معقول عندما كنت تركز على النظرة الدونية للمرأة من قبل المجتمع والتي كانت نتاجا طبيعيا لكثير من الموروث الثقافي الذي يحتاج إلى الغربلة والنقد على ضوء الكتاب والسنة وأن هناك فرصة أكبر لمشاركة المرأة ولكنك لم تكن على نفس الدرجة من التوفيق عندما كنت تحاول أن تستحضر الأدلة الدينية التي تحاول من خلالها أن تثبت صحة ما تذهب إليه . ماأجمل لو استشهدت بحديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : ( النساء شقائق الرجال ..... ) ! .
رابعا : ربما أسرفت كثيرا في إلغاء أو تجاهل الفروق الجوهرية بين الرجل والمرأة فلا يمكن معالجة موضوع التفرقة بين الرجل والمرأة من خلال الحدة في طرح النظرية التي تلغي جميع الفوارق بينهما فالواقع يثبت عكس ذلك ولعل ذكري لكلمة الواقع ( الطبيعي والمكتسب ) سوف يستفزك للرد ! .... ولذلك فإن أرجو أن لا تستعجل بالرد حتى تقرأ ردي كاملا ورأيي بموضوع الاختلاف بين الرجل والمرأة !
رأيي في موضوع الاختلاف بين الرجل والمرأة :
الحقيقة أن لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك نقاط اختلاف جوهرية وأساسية بين الرجل والمرأة وأن هذا الاختلاف الذي وضعه الخالق سبحانه وتعالى يعد ضروريا وأساسيا لإثراء الحياة وتكامل الأدوار بين الرجل والمرأة في هذه الأرض التي أمرنا سبحانه وتعالى بإعمارها بالتكاثر والخير والطاعة .
أين يكمن الاختلاف ؟ وكيف يتم العلاج ؟
هناك جانبان لهذا الاختلاف :
الجانب الأول : يرجع إلى عوامل طبيعية ترتبط بتكوين المرأة والرجل وهو من صنع الخالق سبحانه وتعالى .. هذه العوامل الطبيعية قد تكون عضوية ( بيولوجية ) أو نفسية ( سايكولوجية ) ويندرج تحت هذي ا المسمىين السابقين الكثير من أوجه الاختلاف بين تكوين شخصية كل منهما , كما أنه ونتيجة طبيعية لهذا الاختلاف تختلف الأدوار والتكاليف الشرعية الدينية والدنوية الموكلة إلى كل منهما . فهناك الكثير من الأدوار والتشريعات والأحكام الخاصة والتي تتحدد بحسب انتماء الإنسان إلى أي جنس ! وبقدر مايكون الاقتراب أو الابتعاد عن هذه العوامل المفرقة بين كل منهما تتأكد أو _على العكس _ يقل التشديد على الدور أو الحكم المكلف بشخصية كل منهما . وكنت قد طرحت موضوعا عنوانه : الحريم : العالم مغلق وسر غامض في هذا المنتدى وغيره أقصد من خلاله استكشاف هذا الجنس الآخر وقد تفضل كثير من الإخوة والأخوات بمحاولة الرد على بعض الأسئلة الواردة في ثنايا ذلك الموضوع وذكروا بعض أوجه الاختلاف التي ربما تخفى على الكثير !
الجانب الثاني : يرجع إلى عوامل مكتسبه بفعل النسق الثقافي ( المُضمَر أو المُعلن ) الذي ينتظم المجتمع ويشكل سلوك أفراده وأدوارهم وكذلك طبيعة العلاقة بين كل من الرجل والمرأة ( واسمح لي هنا أن أوجه تحية إلى الدكتور عبدالله الغذامي عندما ناقش طرفا من هذا النسق الثقافي _ ولايزال _ في جريدة الرياض في طرحه الأخير عن القبيلة والمجتمع ) .
وهذا الجانب الأخير هو في الحقيقة مايجب أن نخضعه إلى معايير النقد والمساءلة وأن نقومه بشكل يتسق مع تعاليم ديننا الحنيف !
علينا أن نكون وسطيين في طرحنا لمثل هذه المواضيع الشائكة والتي تتناول دور المرأة وأكثر تعقلا ومقاربة بحيث لانرمي أنفسنا ذات اليمين أو ذات الشمال بطرح متشنج يلغي خصائص المرأة وصفاتها أو على العكس يهضم حقوقها التي كفلها لها الشرع بعيدا عن دعوى الكلام عن حقوق المرأة أو كلام الطرف المقابل ممن يتبنى النظرة الدونية للمرأة وهضم حقوقها باسم الشرع والذي يقسم أصحاب هذا الفكر أو ذاك إلى طرفي نقيض يرمي كل طرف منهما الآخر بأبشع الصفات إما تكفيرا أو علمنة أو تغريب ..... أو تشددا أو تخلفا أو رجعية .
لك كل الشكر والتقدير وأتمنى لك جهدا موفقا ...
|