[أبوشهد]

أن تكون صاحب مبدأ في خضم هذه الحياة و تقلباتها فهذا يعني أنك ستقف في مفترق طرق ملتوية متشعبة , و هناك حيث النهاية ستجد نفسك في صراع مع المبدأ الذي أوصلك الى ما كنت تخشى و تحذر !

تباً للمبدأ ! بل للمبادئ كلها ! لقد باتت أشبه ما تكون بمائدة الفقراء لا طعم و لا مذاق , أو ربما لوحة تعيسة ذات ألوان باهتة معتمة تعكس صورة الذل و المهانة !

أيها الموظف الأمين يا من حرمت الترقية ! لأن مديرك صاحب أطماع ومصالح شخصية !

أيا من تلتقي قطرات عرقه مع دموعه في لهيب الحر و تحت أشعة الشمس الحارقة ! يا من تبحث عن وظيفة شريفة ! و لقمة عيش طاهرة !

أيتها الوردة الندية , يا من تسكنين بستان العفة و النقاء ! يا من تفضلين الذبول على لسعات الدبابير و سمها الزعاف ! و وخزات الأعماق على وكزات سهام الليل الطائشة !

أنتم ضحية المبدأ ! لأن العالم من حولكم أنغمس في وحل الأنانية و حب الذات , ولأن المبدأ بضاعة كاسدة و أصاحبه مفلسون ! تمقتهم مجالات الحياة كلها و التي دمجت الحنكة بالحيلة و الاحتيال , و علقت الثرى بالثريا لأصحاب المال !

أيها المبدأ , سألفظك مع آخر نفس لي في هذه الحياة , لأنك ستبقى أسيراً في أعماقي و لأنني سأعيش متيقناً بأني لن أراك حراً طليقاً في حياة سر نجاحي فيها نزع الحياء !!

تحياتي للجميع ..

أبوشهد