[رجل الثلج]

مِنْ حديثك العابر يبدو لي أنّك تريد أن تقرأ لهما وتستنكر منع كتبهما في سوريا موطن ابن القيم الدمشقي وابن تيمية الحرّاني وهي الشامُ سابقاً ماقبل الإستعمار اللعين ...

الغزو النصيري الذي اجتاح بلاد الشّام وبخاصةٍ سوريا وأخذ مقاليد الحُكم عبر الثورة أحدث تغيراً ( ديموغرافياً ) في التركيبة السُّكانيّة حيث صار الحزب الأوحد الخبيث يستقطب الأنصار إلى السلطة عبر الحديد والنّار ممّا جعل أهل السنّة يتشرذمون سوى بقيةٍ من صابرين ...

هذه التركيبة الديموغرافيّة التي تشكلت عبر أقلياتٍ مسيحيّة درزيّة نصيريّة صوفيّةٍ وغيرها والأكثريّة السنُّة التي ضاعت وسط حقوق الأقليات التي صار فيها صوت الأقليّة أعلى من صوتِ الأكثريّة وهذه هي الديمقراطيّة المنكوبة أو الأكذوبة الديمقراطيّة بلسان عربيّ مبين ...

فصار الصوت السنيّ والعقيدة السنيّة محل احترام السجان والجلادِ والسياف فإما رأسٌ يطير وإما جلد يقطع أو نفس تحبس حتى تهلك , والبوابة التي عبروا منها لهذا الفعل هو تدمير البنية التحتيّة للعقيدة السنيّة عبر مصادرة الحريات والعقول والأنفس ومنع الكتب المحرضة المربية على هذه العقيدة الفاتنة _ بزعمهم _ التي تفرق وتكفر المسلم إنها عقيدة المُجسم ابن تيمية ( الوهابي !!؟ )_ على رأي بني رفض _ ...لكنّ عولمة الفضاء أزالت قيود السجان فإن يسجنوا النفوس فإن العقول لاتُسجن ومن قال : ( سجني خلوة ) عرف أن العقل هو مستقر التدبر والتأمل والتفكر ...فصار الكتاب يرفع _ رفع الله شأن من رفعه _ على مواقع ديباجتها النور الذي يشرق بآيات الكتاب وأحاديث خير العباد بأنامل اثنين من العباد الزهاد ...

وحين جدد المُجدد محمد ابن عبدالوهاب وخرج إلى قومه ناصحاً بعد أن ضجت الجزيرة بعباد القبور والأوثان ودُرست أنوار العقيدة , كان الركيزة بعد الله هي كتب الإمامين , ولقد سافر الشيخ هنا وهناك حتى قرأ في كتبهما في العراق وغيرها حتى أعاد كلمات ابن تيمية وابن القيم من خلال مؤلفاته الكثيرة

فأقرأ لهما ما كنت قارئاً , فلن تُعدم من خير تلقاه وشرٍ تُكفاه , واختر ماسهُل إدراكه وعظم حاجته فإن البدء بالأسهل سلمٌ يصل صاعده ...!


تقبل تحياتي لك !