ذريني أنـل ما لا يُنـال من العُـلا****فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة**** ولا بُدَّ دون الشَّهْدِ من إبر النحْلِ
::: ماذا نعني بالسمو :::
إنني حينما أقول ( السمو ) فإني لا أقصد بذلك الأخ العزيز أبو سلمان ..
أو أعني بذلك مجلة السمو - رحمها الله -
و إنما السمو كلمة تداعب العقل مُباشرة ،لما لها من جَرْسٌ يوحي بالمعنى الذي تدل عليه على أكمل وجه ..
السمو .
قال محمد عبد الرؤوف المناوي في كتاب التعاريف:
السمو :
العلو وسماء كل شيء أعلاه ومنه سمت همته إلى المعالي إذا طلب العز والشرف .
و قال الرازي في مختار الصحاح : السمو:
الارتفاع .
::: أحق من وصف بالسمو :::
و إذا أردنا أن نصف قوماً بالسمو ، فلن نجد أحداً أحق بهذا الوصف من الله جل جلاله و تعالى و تقدّس .
(
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) ..(
سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) (
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال ِ)(
وَهوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه ِ)
::: من أسرار السمو :::
لقد دعى الله عبادهُ المؤمنين إلى العلو و السمو ، و الرفعة .
و عند التحقيق و إعمال البصيرة ، نجد أن الشريعة بعمومها لن تأتِ إلا لرفعة الخلق في الدنيا عن الحياة البهيمية الجاهلية ، و في الآخرة عن الحياة الجهنمية السرمدية ، و هكذا جاءت الأحكام على ما فيها من العنت و المشقة - أحياناً - على بعض النفوس ..
يقول تعالى : {
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } و يقول جل شأنه : {
فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} .
فأنت السامي بدينك أيُها المسلم و أنتِ العالية بشريعتكِ أيتُها المسلمة ، فنحن أهل السمو ، و نحن أحقُّ بالسموِّ من غيرنا ..
::: نموذج من السمو :::
قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : {
إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، ويكره سفاسفها }
وعن ربيعة بن كعب قال : { كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وحاجته , فقال :
سلني , فقلت :
أسألك مرافقتك في الجنة , فقال :
أو غير ذلك ؟ فقلت :
هو ذاك فقال :
أعني على نفسك بكثرة السجود } رواه ومسلم
::: كيف يُنال السمو :::
وعن عمر - رضي الله عنه- أنه قال: {
إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله} رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين.
::: أفضل سموٍ للعبد :::
قال الحسن :
من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.
قال وهيب بن الورد :
إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل ..
و قال أحدهم :
بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها****تُنال إلا على جسر من التعب
::: من لم يسمو فإنه يدنو :::
هذا زمان لا توسُّط عنده*****يبغي المغامر عالياً وجليلا
كن سابقاً فيه أو ابق بمعزلٍ**** ليس التوسط للنبوغ سبيلا
جمعها أخوكم /
الصمصامـ ،،،