الشيخ العودة يحاضر في "توزلا" ويزور ضريح علي عزت بيغوفيتش
الإسلام اليوم/ سراييفو
في (توزلا) تلك المدينة الإسلامية الهادئة في الشمال الشرقي من البوسنة والهرسك التي ظلت خلال الحرب الصربية عصية على الأعداء، واشتهرت بمساجدها، حيث تحتضن بين جنباتها أكثر من ثلاثمائة مسجد... ألقى فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم ـ محاضرة عن (فقه المعاملة في ضوء السيرة النبوية) في مدرسة " بهرام بك" الثانوية الشرعية، ووسط حضور الأئمة والخطباء والطلبة والطالبات، قدم مفتي توزلا الشيخ حسين قاباسوفتش المحاضرة معرفاً بالشيخ سلمان العودة، ومعرباً عن فرحته العميقة ، فمدينته "لأول مرة تتشرف بحضور شيخ مثل سلمان العودة."
وفصّل الشيخ العودة في المحاضرة أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الناس بالرفق والحكمة والرحمة واللين, وخاصة الأطفال والنساء والضعفاء وحديثو الإسلام .
وعرج الشيخ العودة إلى معاملة النبي عليه السلام للمنافقين التي تعتمد على الكف والإعراض عنهم، والاستغفار وقبول العذر وترك سرائرهم لله .
وأكد العودة أن معاملة الرسول عليه السلام لليهود إنما كانت بالحسنى ، وحفظ العهد، والدعوة والمجادلة بالتي هي أحسن، كما أن معاملة الوثنين كانت تعتمد على العفو وحقن الدماء والتلطف في هدايتهم .
وأعرب الشيخ سلمان عن فرحته بزيارته إلى البوسنة، وأكد حبه لهذا البلد الذي عانى من الحرب الظالمة , "وكان المسلمون في كل مكان يقفون معكم بقلوبهم وأجسادهم وأموالهم , وكانت قضية البوسنة توازي قضية فلسطين , حتى حفظنا تاريخها وأسماء مدنها وشخصياتها وارتبطنا بها عاطفيا ووجدانيا".
وفي سياق زيارة الشيخ العودة للبوسنة والهرسك التي حضرها مشاركاً في أعمال الدورة السابعة عشر للمجلس الأوربي للإفتاء، زار الشيخ سلمان العودة العديد من المراكز الإسلامية، والمساجد الأثرية في سراييفو، كما زار العودة ضريح الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش، الذي توفي عام ۲۰۰۳ في سراييفو والواقع في مقبرة شهداء الحرب الأخيرة في كواتش بالمدينة العتيقة.
في سياق آخر احتفل المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث بمرور 10 سنوات على تأسيسه، وخدمة ملايين المسلمين في أوروبا، واعداً ببذل أقصى جهد لتحقيق أهدافه وتوصيل رسالته.
وخلال ندوات المجلس تحدث الشيخ يوسف القرضاوي عن الاندماج الإسلامي في المجتمعات الأوربية، مؤكداً على أهمية الاندماج الرشيد من غير فقدان الهوية أو الذوبان.
وكشف القرضاوي عن الضغوط التي يتعرض لها الدعاة في أوروبا، مما يعيق التواصل والحوار المعتدل، مضيفاً: "سويسرا الآن منعت الشيخ سلمان العودة من دخول أراضيها , وأوروبا رفضت منحي تأشيرة الإتحاد الدولي، لأن دولة منها ترفض دخولي إلى أراضيها."
ويحتفل المجلس الأوروبي للفتوى، المسجل في دبلن بأيرلندا، بالذكرى الـ10 لتأسيسه بالعاصمة البوسنية "سراييفو"، الذي شهدت دورته العادية الأولى عام 1997. وذلك في الفترة ما بين 15-20 مايو الجاري.
ويتكون المجلس من أربع لجان: واحدة للبحوث، وأخرى لإصدار الفتاوى في بريطانيا، والثالثة لإصدار الفتاوى في فرنسا، أما الرابعة فهي لجنة للحوار.