مجتمعنا ليس مجتمع ملائكي , فعصر الصحابة على طهارة أولئك الصحب إلا أنه وقع فيه الزنا والسرقة وشرب الخمر , لننظر للمجتمع بصورة متكاملة أو بنظرة الباحث عن حلٍ للمشكلة لأن مواجهة طوفان المشاكل بالتحوقل أو الترجيع فقط ليس حلاً , والسكوت عن المشكلة هو خوف وجبن وهروب من المشكلة , فالحل هو في الاعتراف بوجود المشكلة ووضعها في نصابها الصحيح من غير تضخيم أو تقليل , والبدء بطرح السُبل التي تقي من شر المحن هو من أنجع السبل المتاحة , والتدافع سنة كونيّة قدريّة , فلايوجد باطل إلا بوجد حق , والشر والخير يتصارعان ليوم القيامة ...
المشكلة التي ذُكرت هي مشكلة لها أبعاد وأطراف وأسس تقوم عليها , سيطان يغوي , ونفس أو روح تعشق , وقلب يهوى , وفتن تدفع وتسهل , ووالدان في سباتٍ عميقٍ , وأولاد لايعرفون خطورة المشكلة أو تراكماتها ...
إن مايحصل للبنت من تحرش مقصود بعلم أو غير مقصود هو دليل غياب الوعي والرقابة الأبويّة أو الوعي الأبنائي بأن هذه ازمة أخلاق لها مالها وعليها ماعليها , فالتحصين الداخلي ببناء الذات من قبل الأب والأم بالمصارحة حينا وبالتلميح أخرى لمن لم يسلك هذا الطريق كي لايقع من وقع ويتم التحصين , والبعد عن المؤثرات العريزيّة قدر المستطاع والاستعاضة بالمفيد واشغال النفس والفكر بما يقدم ولايؤخر ...
أما من وقع فهذا يعرض على مختصٍ إن علم الوالدن به , لأنه مرض يحتاج لعلاجٍ وقد عبر المختصون عنه بأنه مرض وشذوذ جنسي , ربما تكون العاطفة الأخويّة زادت حتى صارت عاطفة جنسيّة , وربما أن الأخت أظهرت مفاتنها للأخ فوقع ماوقع , فالحماية لاتكون بطرد الولد , أو عزله كلياً عن الأخت لأنه حل يخالف الواقع وغير قابل للتطبيق , لكن عرض هؤلاء على مختص , مع فعل الوسع في تدارك الأمر والابنتهال إلى الله أن يكفيهم شر أنفسهم طريق من طرق العلاج ....
اللّهم سلم سلم .......