هكذا علمتني كلية الشريعة
وإنما خصصت كلية الشريعة ، لأني من أبنائها .
ولكونها أسُّ جامعتي الغراء ؛ نظراً لارتباطها بمنهج الحياة المتكامل ..
عطرُ التي ألبستني التاجَ بالحللِ=ألهى فؤاديَ عن لحظٍ من المقلِ
وهامَ حباً بمن أهدته مصدرَهُ=فكيف بي إذ أرى أهدابَها قِبَلي ؟!
وأرسلَ العطرُ عَرْفاً زاكياً ملأتْ=أنفاسُه قمماً للحبِ بالأملِ
عطرُ الشريعةِ غنى فيكِ جامعتي=هلاَّ مدَدتِهِ بالأنصارِ والخَوَلِ
كليةَ الشرع . . هذي أحرفٌ نُثِرَتْ=من بيدرِ الحبِّ ، لا من مجمرِ السَّفَلِ
فأنت ، أنت الهدى ، أنت العلا ، وأنا=على سماكِ أخطُّ العزَّ في جذلِ
وأنت ريحانةٌ تهدي شذاً عبقاً=ومنكِ أنهلُ حلوَ الطيبِ والعسلِ
ومنكِ سارت أكفُّ الخيرِ باسطةً=أنامل العلمِ ، لم تُقبَض ولم تُزَلِ
وفيكِ تُرفَعُ أعلامُ النهوضِ بنا=من وهدةِ الذلِّ ، لا ترضين بالوشل
وعنكِ يصدُرُ أهلُ العلمِ قادتُنا=هم للتقدمِ نورٌ ضاءَ من جبلِ
كليةُ الشرعِ آيٌ فيك جامعتي=كرايةٍ تتعالى في يدَيْ بطلِ
كليةُ الشرعِ عزٌّ فيك جامعتي=لأنها ما رعتْ يوماً مع الهملِ
كليتي ، علمتني الحقَّ أنشدُه=أيًّا سمعتُ به لو كان في زحلِ
كليتي ، علمتني الحقَّ أنشرُُه=بين الأنام وإن كانوا لفي شُغُلِ
كليتي ، علمتني النهجَ منبعُه=هديُ الإلهِ ، وهذا منهج الرسُلِ
نهجٌ متينٌ ، أصيلٌ ، وصفه وسطٌ=بين الضلالِ كثيرِ الشَّعْبِ والسُّبُلِ
كليتي لم تكن يوماً كما زعموا=مهدَ الغلاةِ ، ولم تركن لمبتذلِ
لم تعرفِ الطرَفَ الغاليْ فتقصدَه=كما تهاوى ذوو الأهواءِ والزللِ
ولم تحابي العدى في الدين ، بل صمدت=في وجهِ جندِ العدى ، أتباعِ ذي الدَّجلِ
وهل يجاري العدى إلا جراثمُهم=وهل نسير مع الأوغاد في العلل؟!
كليتي ، علمتنا أننا أملٌ=لأن نعيدَ سناءَ الحقَّ بالعملِ
هذي يدي رُفِعَت للعهدِ أُوثِقُهُ=أني سأبقى على عهدي بلا وجلِ