قلق الامتحانات
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة جمعة 22/5/1428هـ
ان الحمد لله
( يومئذن تعرضون لا تخفى منكم خافية) ذلك الامتحان المهول والخطب الجليل وزلزال النفوس وهول يشيب له الوليد وتذهل كل مرضعة عما ارضعت ( اذا الشمس كورت واذا انجوم انكدرت واذا الجبال سيرت واذا العشار عطلت واذا الوحوش حشرت واذا البحار سجرت واذا النفوس زوجت واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت واذا الصحف نشرت واذا السما كشطت واذا الجحيم سعرت واذا الجنة ازلفت علمت نفس ما احضرت ) سبحان الله وصف كأنه رأي العين وهو خبر اليقين فماذا اعددنا لذلك اليوم ونحن نرى الاستعداد على قدم وساق للقدوم على اختبار بشري اجله محدود وخطبه بسيط / نعيش استنفارا لا يحد وبذلا لا يعد هذا كله لمجرد شهادة قد تفيد او لا تفيد بهرنتني أسراب الناس إلى المدارس بمختلف الأعمار والطبقات وتسربهم عن المساجد , الهذا الحد بلغت الجفوة والصدود فالنراجع أنفسنا فنحن على خطر عظيم
لدينا رصيد قوي فماذا لوبذلناه في الواجب الشرعي ومع هذا فمن حق الطلاب والاولياء على رسالة المنبر ان نقول
إن أولياء الأمور مطالبين خلال أيام الامتحانات بتوفير بيئة الأمان لأبنائهم الطلبة وذلك من خلال "بث روح الأمان والاطمئنان في نفوسهم وان لا يشعر الطالب بالخوف من حتمية الحصول على درجة عالية في الامتحان لكي لا يتعرض لعقوبة الوالدين والقلق من عدم تقديرهما لصعوبة الامتحان ".
ومن الضروري أن لا يكون في بيئة الدراسة داخل البيت أي إزعاج أو إثارة المشاكل بين الزوجين أو صراخ من الوالدين حتى ولو كان ذلك موجها لإخوانه في البيت.
وندعوا أولياء الأمور، ، إلى التخفيف من حدة التذمر خلال أيام الامتحانات والاستعداد و تلبية الطلبات اللازمة لإضفاء الرضا والطمأنينة والشعور باهتمام الوالدين خلال هذه الفترة والتي عادة ما تكون فيها الأعصاب مشدودة ومتوترة
ونناشدهم بالتوقف فورا عن العتب على أبنائهم خلال هذه الأيام وتخفيف النصائح المكررة ما أمكن لأن الأبناء يحتاجون الى الحوافز ورفع المعنويات
و تزويدهم بالمهارات اللازمة للاستذكار أو الاستعانة بالمختصين في فن المذاكرة
و تفادي الوقوع في الخطأ الشائع والذي يوقف أولياء الأمور فيه جميع أنواع الاستمتاع بالوقت من ترفيه والخروج من البيت للتنزه وذلك بحجة ان وقت الامتحانات لا مجال فيه لكل هذه المتع
فإذا اكمل الطالب الساعات المخصصة للدراسة "فما المانع من الاستمتاع والترفيه كسرا للملل ومنعا لحالة الكابة والتوتر التي عادة ما تنتاب الطلبة في وقت الامتحانات
ونحذر أولياء الأمور من استخدام أسلوب المقارنة بين الأخوان أوأبناء العمومة او الأصدقاء في المستوى او لاجتهاد ويكفي عنه التحفيز والتشجيع
ومن الضروري ان تزرع الثقة فى نفس الطالب من خلال توجيه رسائل إيجابية يقنع نفسه فيها بأنه يمتلك القدرات والمهارات ويستعرض النجاحات والإنجازات التي حققها حتى يرفع من معنوياته النفسية
اما التفاؤل والتشاؤم، فهناك فروقات عضوية بين الشخص المتفائل و المتشائم؟
و الانسان قد يكتسبب التفاؤل والتشاؤم من تربيته، وظروف حياته وطبيعة شخصيته
ومن خلال ملاحظاتنا على الأشخاص، وطبيعة كل شخص نرى بأن كل شخص له شخصية مختلفة ومتباينة عن الآخرين.. فقد يفترق الاشقاء في ردة فعلهم نحو الاحداث والازمات، فثمة احيان تجد أخا يميل الى التفاؤل والمرح، وحب الحياة، ويأخذ الأمور ببساطة، ويعيش يومه بيسطا بشوشا، ويتعامل مع الآخرين بكل تلقائية وفرح ,ويحاول أن يساعد الآخرين بكل مايستطيع.. وعلى العكس قد تجد شقيقه يختلف عنه في كل ماذكرنا سابقاً..! فتجد هذا الأخ متشائما من كل شئ.. يرى الوجه المظلم من الحياة، ويتطلع دوماً إلى نصف الكوب الفارغ، ويتشكى من كل ماحوله من أمور مهما كانت هذه الأمور طبيعية، وتحدث لأي فرد، لكن تفاعله مع الأحداث سلبي، ولايرى من الامور الا الجانب السلبي، بينما يتجاهل الجانب او الجوانب الايجابية لأي موضوع مهما كان تافهاً، بل يضخم الاشياء فوق حجمها، ويعمم الأخطاء التي يمكن أن تحدث لأي شخص بشكل متكرر.. ويلتقط الاخطاء من بين جميع اعماله ويركز عليها. ويقف عندها متحسرا ويلوم نفسه والآخرين على القدر
إن التفاؤل والتشاؤم سلوكيات مؤثرة في حياة البشر، وحياة من يعيش معهم، فهناك الكثير من الدراسات تشير إلى أن الاشخاص الذين يعانون من التشاؤم،اوعقد المؤآمرة الكونية يؤثرون سلباً على من يعيش معهم، سواء كانوا ازواجا او ابناء او والدين، حيث يسببون اضطرابات نفسية، وجسمية مع الذين يعيشون معهم. بعكس المتفائل فهو يعطي حيوية ونشاطاً لمن يحيطون به. ويفرح بنجاح الآخرين وتأمل نعم الله عليه ويستمتع بها ( ولا تمدين عينيك الى ما متعانا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا)
اماالكأبه فهي نفق طويل مظلم تغتال فيه الأبتسامة والفرحة والنظرة الحنون من وإلى الاخرين والأنسان القوى هو الذى لايستسلم لما قد يوصله
الى هذا النفق ويؤمن بأن الصعاب فى الحياة هى أختبارات عليه أن يجتازها باستمرار وثمة منهزمون يحاولون إغراق الكأبة بالشرب والتدخين وكثرة الأكل وعزلة الناس وإتخاذ القرارات بعيداً عن القناعات الذاتيه فأن كل ذلك لايعطى للحياة معنى
ولا علاقه بين الكأبة وممتلكات الشخص فكم من شخص شهير حاول الأنتحار للشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية وكلما سيطرت الشهوات والذنوب استوحش الانسان من الخالق والمخلوق وحرم متعة الانس والاجتماع وانطوى على نفسه !! فالوحدة وراء أغلب حالات الكأبة . وهي عند المراهقين ( فى الفشل بالحب والأمتحان
والشعور بعدم الكفاءة ) وعند النساء ( فى الوحدة والمتاعب ونكد الزوج أحياناً )والحرمان والضعف عند كبار السن كما أن
( التقاعد ) يؤدى للشعور باليأس وعدم الأهمية ولئن تقاعد الانسان من عمله الوظيفي ففي رسالته في الحياة شغل عظيم فلا تجعل غيرك يحدد نهايتك والبطالة تؤدى لفقدان أحترام المرء لذاتة
(وما المرء الاحيث يجعل نفسه * ففي صالح الاعمال نفسك فاجعل)
.لهذا فمهما وصفو من أدوية للكأبة يبقى العلاج الذاتى لبتر الأسباب الجذرية للكأبة خير علاج فتقوى الله مخرج من كل مأزق ومن يتوكل على الله فهو حسبه, وفي اداء الواجب اليومي شريعة ومسؤلية عمل سعادة عظمى لمن جرب لذة إتقان العمل
وكما هو معتاد والذكرى تنفع المؤمنين ومعذرة ولعلهم يحذرون اقول لا زلنا دون مستوى استثمار الاوقات والطاقات بعد نهاية الامتحان اليومي وهو فرصة عبثية لازعاج الامن وعابري السبيل ممن لازالوا يستعرضون فتوتهم وأموالهم اما تجمهرات الشباب والبنات عند اواب المدارس فمتى ومن يوضع حد لهذا السفه المعلن
المذاكرة الطوية ليلا وعلى الهاتف أحيانا تنبه فقد وصلني خبر بأنها تورية لتمرير عدد من المكالمات المشبوهة واللبيب بالإشارة يفهم ,,والتأخر ليلا سواء في المساجد اوالاستراحات اوالحدائق بوابة واسعة ومخاطر متنوعة فاليقضة والفطنة من غير شك ولا ريبة //وصلوا ,,, الدعاء
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.
الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com
حفظكم الله ...
آخر من قام بالتعديل د. صالح التويجري; بتاريخ 10-06-2007 الساعة 03:55 PM.
|