[الفارس الملثم]

سامحك الله ..
فقد نكأت جرحا أبى أن يلتئم ..

تحوي قائمة الاتصال لدي في الماسنجر على اثنين من الموتى ..
كلهم نقضت أعمارهم وسكنوا تحت الثرى ..

كذلك تحوي قائمة الأسماء في هاتفي على أحد الأعزاء الميتين ..
لم تطل أناملي لتحاول حذف تلك الاسماء .. لم أستطع فعلا ..
حتى وإن كشطت الأسماء من القوائم فهل ستزول من نقش على جدار الحب والإخاء .. !؟
محال ذلك ..

كل ما حاول الشخص أن ينسى ذكرياته وأيامه الخوالي ..
ولهى في معترك الحياة .. اعترضت عليه في كل طريق لتنبش الذكرى وتعيد الألم .. !

يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي ** هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي !؟

ربما لم تصدق يوما أن صويحك وحبيبك قد ولى وفارق وسكن منازل الراحلين ..
ربما تهيل عليه التراب ، وتظن أنك في خيال أو في حلم .. !
ربما تمسح عينيك لترى ؛ أأنت نائم أم مستيقظ ؟
وربما كذبت نفسك وقلت إنما هي أضغاث أحلام ..

لكن هو هادم اللذات لم يعرف يوما موعدا ، ولم يطرق بابا ولم يستأذن من أحد ..


لست أنس الأحباب مادمت حيا = مُذ نأوا للنوى مكانا قصيا
وتلوا آية الوداع وخروا = خيفة البين سجدا وبكيا
ولذكراهم تسيح دموعي = كلما اشتقت بكرة وعشيا
وأناجي الإله من فرط وجدي = كمناجاة عبده زكريا
قد فرى قلبي بالفراق وحقا = كان يوم الفراق شيئا فريا
واختفى نورهم فناديت ربي = في ظلام الدجى نداء خفيا
لم يك البعد باختياري ولكن = كان أمرا مقدرا مقضيا


وصدق من قال أن فقد الأحباب غربة ..
فوالله ونحن نعيش في بلداننا وبين أهلينا ونفرح ونأكل ونشرب في هناء ..
لكأنـّا بين الغرباء نسترق النظر ..

فعذرا للعين وإن أمطرت ، وعذرا للقلب وإن اشتعلت براكينه وتفجرت حممه ..
فقد نزع الحشا واقتلعت الجذور وقطعت الأوصال ..


يا رحمة الله على تلك الأيام ..


انعقد اللسان فما له من كلام ،


أبو الوليـد ..
وللذكرى ألم .. وفـيهـا بـقـيـة ..