[مـحـروم]

اقتباس المفهوم مما سبق ما يلي : 1- أنك تفاجأت بقول جل الباحثين إن الإمام الشافعي كان لا يرى التفاضل بالأنساب ولا تكافؤها عند النكاح . 2- أنك أيضاً تفاجأت بأن الشافعي في ديوانه يثبت التفاضل بالنسب في أحد أبياته المنسوبة له . 3- أنك لم تستطع كبت استغرابك الشديد , لكونك شبه مقتنع بما كنتَ عليه . فبأي شيء أنت مقتنع يا محروم ؟؟؟!!!

حـالياً اقتنعت بـأن المفاضلة مؤصلة شرعـاً ، لا أنـها موروث من تقاليدنا .

اقتباس طيب وش دخـّل بيت الشافعي , باستباطك وربطك إياه بمسألة الزواج ؟؟؟!!! إن مجرد ذكر الشافعي للتفاضل , لا يعني أن تربطه بمسألة الزواج . فالله سبحانه وتعالى ذكر التفاضل فقال سبحانه : (( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ... الآية )) النحل 71 فهل نستدل بهذه الآية على عدم التزويج بين الغني والفقير والتفريق بينهما بعد الزواج , لعلة عدم المكافأة ؟؟؟!!! ما هكذا تورد الإبل , وماهكذا يؤخذ الدين يا محروم , فالأحكام الشرعية لا تؤخذ من القصائد والأشعار . الزبدة : هذا البيت الذي أتيتنا به , ليس له علاقة بمسألة النكاح فضلاً عن أن يكون له تأثير في مسألة منع الزواج ابتداءً أو التفريق بعد النكاح

.

أسـتاذي الكريم المتزن ، سـبق وأن أشرت في ردي السابق أن استنباطي جاء من أن علة تفريق الزوجين بعد الزواج والتي حصلت قبل مدة ليست بالبعيدة ، في شـمال المملكة إن لم تخني الذاكرة ، كانت عدم التكافؤ في النسب ، والبيت المنسوب للإمام االشافعي يصور لنا التفاضل بجلاء .

وأمـا الآية التي أوردتها ، فليـس هـذا مقامها ، لأنه لا ترابط أو صلة بين المفاضلة في النسب والتفاضل في الرزق !
كمـا أن التفاضل بالنسب له تأصيله الذي ذكرت أنا شيئاً منه ، ولعـل رأي الإمام أحمد بن حنبل خير شاهد على التأصيل .
ولعلي أذكرك بالأثر الوارد عن نبينا عليه أزكى الصلوات وأتمها :
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ تُنْكَحُ النِّسَاءُ لأَرْبَعَةٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ‏"‏ ‏صحيح مسلم .‏