بنظرنا يمكن تفسير الركود هذا باستدعاء منهجية السلطة التي تفكك هذه الشرائح وتمنعها من العمل الجماعي والتنظيم واستيراد اليد العاملة الاجنبية جزء لا يتجزأ من هذه السياسة المتسلطة وكذلك العنصرية المتفشية حتي في الاطياف المحرومة تجاه اي روابط قد تنشأ بين المجموعات المغبونة والمهمشة. بالاضافة الي النعرات المناطقية والقبلية والمذهبية والتي هي بدورها تعيق اي فرصة لنجاح مشروع جماعي يستهدف المطالبة بحقوق جماعية لشرائح غير متجانسة. اذ ان الفقر والبطالة قد لا يوحدان المجموعات وحدها وخاصة ان كانت هذه المجموعات مقسمة مسبقا حسب خارطة اجتماعية معروفة. ورغم تغني السلطة بشعارات الوطن والمواطنة الا ان العمل الجماعي يبقي حلما خاصة عندما يكون هذا الوطن فسيفساء من الجيوب المنغلقة علي ذاتها والمتقوقعة خلف انتماءات مسبقة تساهم السلطة في تغذيتها بعملية انتقائية فتقتنص السلطة اي دور ريادي اما عن طريق الرشوة او السجن وتتعامل مع الشرائح الاجتماعية غير المتجانسة اصلا بطريقة تكرس هوياتها الضيقة فتزرع فيها الفرقة عن طريق التعامل معها انفراديا وليس جماعيا مع الشرائح الاخري والتي قد تعاني من نفس التهميش والاقصاء. فكما ان العاطل عن العمل قد يوجه نقمته علي الاجنبي الحاصل علي فرصة العمل، كذلك يصبح منافسه الآخر هو ايضا المجموعة المحلية الاخري والتي قد تكون السلطة قد آثرتها بشيء من التفضل والكرم. عندها تنشأ مجموعات وشرائح مغبونة وغير قادرة علي العمل الجماعي في سبيل قضيتها ولقمة عيشها. هذه السياسة الخبيثة هي حجر عثرة يقف في وجه العمل الجماعي والمطالبة بحقوق شرعية. وان كانت الشرائح الفقيرة من اكثر المتضررين من سياسة التقسيم والتجزيء الا ان النخب الاقتصادية والثقافية هي ايضا لم تسلم من شرها وعواقبها. اذ تبقي علاقتها وقدرتها علي تجاوز التقسيم ضئيلة ومحدودة رغم تغني الكثير من هذه النخب بشعارات الوطنية المفروضة عليها من السلطة علي خلفية وممارسات سلطوية تحد من قدرتها علي العمل الجماعي ككتلة متجانسة علي الاقل ثقافيا وطبقيا في المجتمع.
سيبقي فيلم في الجانب الآخر وثيقة عار علي جبين النظام السعودي ولن يجد طريقه الا الي شاشات الإعلام المضاد الذي يفضح زيف السلطة وثراء قبيلتها الجديدة علي ساحة الجزيرة العربية.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...0%20السعوديfff