بارك الله فيك .
أما مسألة الفرق بين الترجيح والإفتاء وثمرة الخلاف فإلى الآن لم تتطرق لها وفقك الله ولم تجب على استفساري في الردين السابقين .
وأما مسألة العامي فقد ذكر أهل العلم أنه يقلد من يثق به من العلماء ، ومعنى ذلك أن لا يعمل بهواه فمتى ما رأى قولاً لأحد العلماء وافق هواه فإنه يتبعه وفي مسألة أخرى يتبع الآخر وهكذا فهذه هي التي ذمها أهل العلم وأشاروا لها بتتبع الرخص كما تقدم ، فمتى ما علمنا الضابط في هذه لم يشكل علينا شيء ، فالضابط هو سد الذرائع وإغلاق باب الهوى وانضباط الفتوى وعدم التشتت ، فالعامي إذا انتقل بين أقوال العلماء فإنه حتماً سيتشتت وسيضيع عليه دينه أما إذا تقيد بعالم يثق به أو مذهب فقهي فإنه أدعى إلى انضباطه ، وأما طالب العلم فإنه يبحث في الأدلة إن كان أهلاً لذلك وإن كانت المسألة لا يستطيع أن يعرف فيها أقوى القولين فإنه أيضاً يقلد في هذه المسألة حتى لو كان طالب علم كما ذكر العلماء وفقهم الله ، فيتبين أن الترجيح بين الأقوال ومعرفة أي الأقوال أقوى دليلاً ليس بالأمر السهل الذي يستطيع أن يدخل به من ليس من أهل العلم والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|