بارك الله فيك
أتمنى أن لا تتداخل المسائل مع بعضها لكي لا نتشتت ، فدعنا الآن بمسألة الترجيح بين الأقوال وليس بين العلماء ، فقولك : ( ألا ترى أنه يرجـّح بين الشيخين ) نعم هو يرجح بين الشيخين ولكن هذا هو ما يقصده أهل العلم بقولهم : ( يقلد من يثق بدينه وورعه وعلمه ) ونحو هذه العبارات ، وقولك : ( ولكنه مرجح بين العلماء وليس بين الأدلة والأقوال ) نعم بلا شك وليس هذا موضع حديثنا ، فنحن نتحدث على الذي يرجح بين أقوال العلماء وليس بين العلماء ، فكما تقدم في مسألة العينة مثلاً ينظر في أقوال العلماء فيجد قول بالتحريم وقول بالإباحة ولكل دليله ثم يرجح هو القول بالإباحة أو القول بالتحريم وعلى هذا يكون عمله فأصبح عندئذ مفتي ، أما الآخر فهو يسأل من يثق بعلمه من العلماء عن مسألة العينة فإذا أفتاه هذا العالم الموثوق عنده بالإباحة أو التحريم فعندئذ يعمل بهذه الفتوى ، فهذا لم يفتي من نفسه بل عمل بفتوى من يثق به ، وأما الآخر فقد أفتى نفسه عندما رجح بين أقوالهم ، فالفرق بين المسألتين أن الأول قد يدخل في ترجيحه الهوى وقد يخالف نصاً من النصوص وو... أما الثاني فهو عمل بفتوى من يثق به .
بالنسبة لقولك ( من هو فوق العامي .. ) فعند أكثر العلماء لا توجد هذه الطبقة ، وبالنسبة للمراجع فالكثير من كتب الأصول وكذلك يوجد بعض الفتاوى للعلماء فيها بيان ما يتعلق بالتقليد والإجتهاد والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|