الثانية :
تصغير الأسماء المعبدة :
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : أن يقع التصغير على الاسم الشريف .
فتقول : ( دحيم ) ( دريحم ) ( الدحمي ) لمن يسمى ( عبد الرحمن ) .
أو ( عزوز ) ( عزيّز ) لمن يسمى ( عبد العزيز )
أو ( ملوكي ) لمن يسمى ( عبد الملك ) ، وهكذا .
فهذا النوع لا يجوز ؛ لأن التصغير وقع على الاسم الشريف ، وأسماء الله توقيفية لا تثبت إلا من الكتاب والسنة ، ولا يدخلها القياس أو الاجتهاد باتفاق أهل السنة والجماعة ، ويمنع لأجل عدم تحقير الأسماء الشريفة .
وقد حكى إمام الحرمين الإجماع على عدم جواز ذلك ، كما في الفوائد لابن القيم ، ونقله عنه ابن حجر العسقلاني .
وقد قال أبو حيان في تذكرة النحاة :
لا تصغر الاسم الواقع على من يجب تعظيمه شرعاً نحو أسماء الباري تعالى ... وتصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم ) .
الثاني : أن يقع التصغير على الجزء الأول من الاسم المعبد .
فتقول : ( عبيد ) لمن يتسمى بالاسم المعبد .
فهذا جائز ؛ لأنه لم يقع على الاسم الشريف ، إلا إذا كان صاحبه لا يرضى بذلك فيمنع من هذا الوجه .
الثالث : أن يقع التصغير على الجزء الأول ، ولكن مضافاً له ياء المتكلم .
فتقول : ( عبودي ) لمن اسمه : عبد الله .
فهذا غير جائز ، لأجل نسبة العبد للمتكلم ، وقد جاء النهي عن أن يقول الإنسان للمملوك ( عبدي ) ( أمتي ) كما في الحديث المتفق على صحته من حديث أبي هريرة ، والخلاف جارٍ في النهي هل هو للكراهة أو التحريم ، والأظهر الثاني كما هو قول أكثر الأصوليين .
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
|