أخي الفاضل / فارس تميم
لا أعرف ماضي الرجل جيدًا ، ما أعرفه أنه كان ملتحيًا ثم تلاشت شيئًا فشيئًا حتى صارت (سكسوكة) مع (خليجية) في آن واحد في أحد الأيام !!
عمومًا .. أثبت الواقع أن التطرف قد يسير بصاحبه إلى تطرف آخر ، فكثير من العلمانيين كانوا غلاة في أول حياتهم ، ولا أعرف هل الأستاذ محمد المحمود منهم أم لا .
وهل كلّ من ناله ظلم من أحد يصبح ليبراليًا متهجمًا على التراث الإسلامي ، ليس صحيحًا أبدًا .. بل إن هذا الأمر يدل على أن قناعاته جاءت كردة فعل فقط وليس عن اقتناع .
وتقبل تحياتي ،،
أخي الفاضل / ولد الرفيعة
عمومًا الكلمات الفضفاضة هي أساس مقالاتهم ؛ لكي يوسعوا مجال التأويل حسبما يريدون ، وقلّما تجد ليبراليًا يبدي آراءه بكل وضوح في مقالاته التي تنشر في الإعلام ، ولا أعرف السبب في ذلك !! فالمفترض أن الشخص ما دام مقتنعًا برأي معين فلماذا لا يقوله أمام الناس دون مواربة وينافح عن رأيه ؟!!
وأما المحمود والبليهي وآل الشيخ ، فلا أعتقد أنهم متفقون في القناعات .. نعم قد يسمون أنفسهم " ليبراليين " لكن من يتابع طرحهم يلحظ فرقًا واضحًا في آرائهم.
أما نقد الواقع الاجتماعي ، والاعجاب بالتقدم الحضاري لدى الغرب فنتفق معهم في ذلك دون إفراط وتحميل الأمور ما لاتحتمل.
وأما التهكم من تاريخ المسلمين وحضارتهم التي بلغت الآفاق إبان العصر العباسي فلا يمكن أن نتفق معهم ، فكما نعجب بحضارة الغرب الحالية ، يجب أن لا نغفل التقدم الحضاري الذي كان عليه المسلمون في العصر العباسي مثلاً ، التقدم في الدراسات اللغوية بمختلف مناهجها ، والبدايات في مجال الطب ومجالات الكيمياء والرياضيات .. وغيرها من المجالات .
فعلى سبيل المثال (علم الأصوات) برع العرب فيه قبل الأوربيين وبشهادة الأوربيين أنفسهم ، ودراسات العبقري (سيبويه) في هذا المجال قد وافقت الدراسات التشريحية الحديثة ، وحسب علمي أنه أول من خاض مجال (التشريح الصوتي) وبرع وأبدع فيه ، وهناك دراسة قام بها أحد الغربيين لنيل درجة الدكتوراه موضوعها الدراسات الصوتية عند العرب .. أليست هذه حضارة .
دراسات (ابن سيناء) في الطب وفي عصر متقدم .. أليست تدل على حضارة لدى العرب .
دراسات (الرازي ، ابن حيان) في مجالاتهما .. أليست تدل على حضارة متقدمة إذا أخذناها في ظرفها الزمني التي وقعت فيه .
المشكلة أنهم يرون أن العرب والمسلمين عالة على الغرب ، ولا حضارة سابقة لهم يستندون عليها ، ولكن التاريخ يلجمهم بلجام الحقيقة التي لا مجال لإنكارها .
وأما التعامل مع النصوص الدينية بفتح مجال واسع للاجتهاد حولها .. فلا أرى أن المقام يحتمل أن نفصل في هذه القضية ، فالاجتهاد له ضوابطه المعروفة ، وليس المرء مخيرًا باختيار ما يشاء من الأقوال دون النظر والتمحيص في الأدلة .
وتقبل تحياتي ،،
أخي الفاضل / ما أريكم إلا ما أرى
نعم .. لا شك أن الرجل واسع الاطلاع ، وهو مغرم بكتب المنطق والفلسفة وتراث الغربيين .
وتطاوله على العلماء من التناقض الغريب عندهم ، فهم يطالبون بحرية الرأي ، ثم يعنفون على من يخالفهم بعبارات جارحة .
وتقبل تحياتي ،،