بارك الله فيك
ليس مجانباً للصواب إن شاء الله ، بل الرجوع للدليل لا يلزم منه الترجيح فقد يكون الرجوع للدليل دون ترجيح بل قد يكون القول إجماعاً لا خلاف فيه فهذا في الحقيقة لم يرجح ، وقد يكون أيضاً لا يعرف الأقوال ولكنه عرف الدليل فيرجع إليه وهو لا يعرف الأقوال أو أن المسألة فيها أقوال فهذا ليس ترجيحاً ، أتمنى أن يكون كلامي واضحاً .
وأما الترجيح فهو يرتكز على الخلاف في المسألة ، وغالباً ما تكون المسألة جميع الأقوال فيها أدلة فهذا يقول أنا رجعت إلى الدليل والآخر يقول أنا رجعت إلى الدليل وفي النهاية لا نتيجة كمسألة صلاة الجماعة وغيرها فمن يقول بسنيتها يقول بأني متبع للدليل ومن يقول بوجوبها يقول بأني متبع للدليل أيضاً وهذا حق فالكل يستدل ، ففي هذا يتضح بأن الترجيح كالإفتاء ، فهذا يستدل وذاك يستدل فالذي ليس من أهل العلم لا يعرف أيهما أقوى دليلاً بالتأكيد لأنه ليس من أهل الصنعة كما يقال .
هذا الفرق بين مسألة الترجيح وبين اتباع الدليل إذا اتضح للعامي كما تقدم ، وأيضاً على كلامك لا يكون هناك فرقاً أيضاً بين الإفتاء واتباع الدليل ، وأنت تقول بأن الإفتاء لا يحق إلا لأهل العلم فعلى كلامك أن الإفتاء لا فرق بينه وبين اتباع الدليل في الثمرة فعندئذ يلزمك القول بأن الإفتاء يحق أيضاً لأي أحد وأنت لم تقل به ، وقد تقدم الفرق بين اتباع الدليل والترجيح بشكل أتمنى أن يكون واضحاً ولا إشكال فيه والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|