مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 21-06-2007, 04:08 PM   #8
أبو عمر القصيمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
وفقك الله
في الحقيقة إذا دققت النظر وجدت جميع أسئلتك هذه قد أجبت عليها في الردود السابقة وكررت الإجابة أيضاً ، ولكن يبدوا لي أنك لم تفهم إجاباتي فلا بأس بالتكرار مع تغيير بعض الألفاظ وزيادة توضيح لعل ذلك يكون نافعاً .
أقول : الرجوع إلى الدليل هذا هو الواجب على المسلمين ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) ولكن كون الرجوع للدليل هو الأصل فليس ذلك لازم للترجيح ، لأن الرجوع للدليل لا يلزم منه الترجيح كما سبق ، لأننا لو قلنا بذلك فإنه يلزمنا أيضاً أن نقول بأن الرجوع للدليل حقيقته الإفتاء ، فالنتيجة واحدة على كلامك لإن الإفتاء هو رجوع للدليل ، فالمفتي سيرجع في الفتوى للدليل بكل تأكيد فلماذا تقول بأن الإفتاء لا يحق إلا لأهل العلم أما الرجوع للدليل فإنه يحق للجميع ؟ وهو في حقيقته لا فرق بينهما فالرجوع للدليل يعني الإفتاء لأن المفتي لا يأتي بشيء من عنده فإنه موقع عن الله عزوجل فلا يكون ذلك إلا بالدليل .
فيتبين لنا بعد ذلك أن كلامك باللزوم هو في الحقيقة ليس لازماً ، فإن قلت بأن الرجوع للدليل هو الترجيح فيلزمك أن تقول بأن الرجوع للدليل هو الإفتاء وأنت لا تقول بذلك فلماذا فرقت بينهما ؟
وعلى ما أقوله لا يأتي ذلك الإشكال ، لأن الرجوع للدليل قد يكون الراجع للدليل لا يعلم أقوالاً في هذه المسألة أبداً ولكنه يعلم الدليل فرجع إليه وهذا يتأتى للعامي بشكل واضح .
وقد قلت لك تكراراً بأن مسائل الخلاف الكل فيها يستدل من الكتاب والسنة أيضاً ، فغير المتخصص كيف يرجح في هذه المسائل ؟ وجميع الأقوال فيها أدلة .
فهو عندما يختار القول بالإباحة فهو سيقول رجعت إلى الدليل وفعلاً هذا القول يكون فيه دليل ، وأيضاً عندما يقول بالتحريم فهو سيقول رجعت للدليل وفعلاً هذا القول فيه دليل ، وفي النهاية سيكون هذا الأمر حقيقته لا شيء ولا نتيجة وسيؤول ذلك إلى اتباع الرخص الذي تقدم الكلام عليه بالتفصيل .
فيتبين لنا أن الرجوع للدليل على نوعين لكي يتضح المراد ، فالنوع الأول هو رجوع جميع المسلمين للدليل وهذا إذا كان الدليل صريحاً صحيحاً لا معارض له كأدلة وجوب الصلاة مثلاً وأدلة وجوب الصيام ونحوها فهذا في حقيقته ليس ترجيحاً أبداً فالعامي سمع الدليل من القرآن والسنة فيجب عليه الرجوع إليه ، وأما النوع الثاني ( وهذا التقسيم لتقريب الصورة فقط ) فهو الترجيح بين الأدلة والأقوال وهو الذي ذكرته وفقك الله في مسألة صلاة الجماعة ونحوها ، لأن جميع الأقوال فيها أدلة فتحتاج إلى ترجيح بين الأدلة وهذا لا يتأتى إلا لأهل العلم والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
أبو عمر القصيمي غير متصل