مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 21-06-2007, 11:46 PM   #1
الأعمش
عـضـو
 
صورة الأعمش الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: في زمن الغربة
المشاركات: 836
في البداية ... ( البطاقة الشخصية )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد:
فقد كانت نفسي تراودني كثيراً ، ومنذ أمد بعيد في التسجيل في هذا العالم الكبير ( الإنترنت ) ، وكانت هناك ظروف جعلتها حاجزاً لي عن الدخول إلى هذا العالم ، منها : الدراسة ، وعندما كانت النهاية من الدراسة كانت هذه البداية .
أسأل الله أن ينفعنا وينفع بنا .
وكانت هذه البداية ( البطاقة الشخصية ) ، وهو عبارة عن تعريف موجز بالعَلم الذي جعلت منه معرفاً لي
( فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم # إن التشبه بالكرام فلاح )


هو سليمان بن مهران أبو محمد الأسدى الكاهلي ، وكان مولده يوم قُتِلَ الحسين بن علي بن أبي طالب وذلك يوم عاشوراء في المحرم سنة ستين ، وعده أصحاب الطبقات من الطبقة الرابع من التابعين . وعاش الأعمش في الكوفة ، وكان محدثها في زمانه .
أدرك الأعمش جماعة من الصحابة وعاصرهم ، ورأى أنس بن مالك وسمعه يقرأ ولم يحمل عنه شيئًا مرفوعًا .

• من أهم ملامح شخصيته:
تواضعه رغم غزارة علمه:
وكان الأعمش يسمى المصحف من صِدقِهِ ، وحدّث عنه أمم لا يحصون ، إلا أنه كان متواضعًا شديد التواضع ، ولقد جاءه رجل يسأله عن مسألة في العلم وعنده أبو حنيفة - وهو من تلامذته - فقال لأبي حنيفة: أجبه . فأجابه ، فقال له: و من أين لك هذا؟ قال: من حديث حدثتَنيه هو كذا وكذا . فقال الأعمش: حسبك ما حدَّثتُكَ به في سنة تحدِّث به في ساعة ، أنتم الأطباء و نحن الصيادلة .

جرأته في الحق:
وكان الأعمش جريئًا في الحق لا يخشى لومة لائم وإن عرضه ذلك للتلف أو الهلاك ، ولقد بعث إليه هشام بن عبد الملك قائلاً له: أن اكتب لي مناقب عثمان ومساوئ علي؟ فأخذ الأعمش (رحمه الله) القرطاس وأدخله في فم شاة فلاكته ، وقال لرسوله: قل له: هذا جوابك . فقال له الرسول: إنه قد آلى أن يقتلني إن لم آته بجوابك . وتحمل عليه بإخوانه ، فقالوا له: يا أبا محمد! نجه من القتل ، فلما ألحوا عليه كتب له: بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد ، فلو كانت لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك ، ولو كانت لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك .

علمه:

وكان الأعمش عالمًا شهد له بذلك علماء عصره ، قال عنه ابن عيينة سبق الأعمش أصحابه بخصال: كَانَ أقرأهم لكتاب الله ، وأحفظهم للحديث ، وأعلم بالفرائض .
ورغم علمه وسعة معرفته إلا أنه وصف بالتدليس ؛ وصفه بذلك الكرابيسي والنسائي والدار قطني وغيرهم .
وكان الأعمش عابدًا ناسكًا ، لم يؤثر عنه أنه ضيع فرائض الله أو أهمل فيها ؛ بل روي أن الأعمش ظل ما يجاوز من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، وكان يحيى القطان يقول إذا ذكر عنده الأعمش: كان من النساك وكان محافظًا على الصلاة في الجماعة وعلى الصف الأول
.

مزاحه ومرحه:
وهو علاّمة الإسلام وَكَانَ صاحب سنّة ومع جلالته فِي العلم والفضل صاحب مُلح ومزاح ومن ذلك ما وقع بينه وبين زوجته من وحشة فسأل بعض أصدقائه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما ، فدخل إليها وقال: إن أبا محمد شيخ كبير ، فلا يُزهدنك فيه عمش عينه ، ودقة ساقيه ، وضعف ركبتيه ، ونتن بطنه ، وبخر فمه ، وجمود كفه! فقال له الأعمش: قم ، قبحك الله ، فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه .
وقال أبو حنيفة للأعمش وقد أتاه عائدًا له في مرضه: لولا أن أثقل عليك يا أبا محمد ، لعدتك والله في كل يوم مرتين . فقال له الأعمش: والله يا ابن أخي ، أنت ثقيل علي وأنت في بيتك ، فكيف لو جئتني في كل يوم مرتين .
وقال لابنه: اذهب فاشتر لنا حبلاً يكون طوله ثلاثين ذراعًا ، فقال الولد: يا أبتي في عرض كم؟ قال: في عرض مصيبتي فيك!

من طرائف الأعمش:
سأله مرة أبو داود الحائك : ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك ؟ فقال : لابأس بها على غير وضوء ، قال : وما تقول في شهادته ، قال : يقبل مع عدلين .

وقال عيسى بن يونس : أتى الأعمش أضياف ، فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما . فدخل فأخرج لهم نصف حبل قتّ [ القتّ : علف البهائم ] ، فوضعه على الخوان ، وقال : أكلتم قوت عيالي فهذا قوت شاتي فكلوه.

وقال عبد الله بن إدريس ، قلت للأعمش : يا أبا محمد ما يمنعك من أخذ شعرك ؟ قال : كثرة فضول الحجّامين [ أي : الحلاقين] . قلت : فأنا أجيئك بحجام لا يكلمك حتى تفرغ . فأتيت جنيداً الحجّام ، وكان محدثاً ، فأوصيته ، فقال : نعم . فلما أخذ نصف شعره قال : يا أبا محمد ، كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة ؟ فصاح صيحة ، وقام يعدو . وبقي نصف شعره بعد شهر غير مجزوز .

وعن حسين بن واقد قال : قرأت على الأعمش ، فقلت له : كيف رأيت قراءتي ؟ قال : ما قرأ عليّ علجٌ أقرأ منك .

وعن أبي بكر بن عياش قال : رأيت الأعمش يلبس قميصاً مقلوباً ويقول : الناس مجانين يجعلون الخشن مقابل جلودهم .

وقيل : إن الأعمش كان له ولد مغفل فقال له : اذهب فاشتر لنا حبلاً للغسيل . فقال : يا أبتي طول كم ؟ قال : عشرة أذرع . قال : في عرض كم ؟ قال : في عرض مصيبتي فيك .

من كلماته:
ومما أثر عنه أنه كان يقول: إني لأحب أن أعافى في إخواني ؛ لأنهم إن بلوا بليت معهم ؛ إما بالمواساة وفيها مؤونة ، وإما بالخذلان وفيه عار .

وفاته:

عاش الأعمش حتى سنة تسع وأربعين ومائة ، قال ابن كثير في البداية والنهاية: وفي سنة ثمان وأربعين ومائة توفي سليمان بن مهران الأعمش أحد مشايخ الحديث في ربيع الأول منها . وجاء في تاريخ بغداد: سليمان بن مهران الأعمش مات سنة تسع وأربعين ومائة وكان ثقة ثبتا في الحديث والله اعلم .

المصادر:
الطبقات الكبرى - العلل ومعرفة الرجال - تاريخ أسماء الثقات - طبقات المحدثين بأصبهان - طبقات المدلسين - صفة الصفوة - البداية والنهاية - أخبار الحمقى والمغفلين - تاريخ بغداد - الدكتور خالد بن عبد الله بن سبيت السبيت: الاختلاف على الأعمش في كتاب العلل للدار قطني (تخريج ودراسة) رسالة دكتوراه نقلاً عن موقع الإسلام اليوم ...
الأعمش غير متصل