مرحباً بك أخي المتزن
أولاً / أنت تذكر كثيراً أنك لست طالب علم فهل الآن تتراجع وترى نفسك من طلاب العلم أم ماذا ؟ فمسألة الرجوع للدليل في مسائل الخلاف التي فيها أدلة قوية من الطرفين لا يدخل فيها أي واحد فليست المسألة سهلة إلى حد ما تتصوره أخي المتزن ، فإن كنت ترى في نفسك أنك من طلاب العلم ممن تأهل لمعرفة الأدلة والأقوال وما يتعلق بالأدلة من الناسخ والمنسوخ والعام والخاص ونحو ذلك فهذا أمر ولكنك تقول عن نفسك بأنك لست من طلاب العلم فتنبه لهذا وفقك الله .
ثانياً / ما يتعلق بمسائل الخلاف فالذي ليس من أهل العلم فواجبه سؤال من يثق به من العلماء ويعمل بهذه الفتوى ، أما الذي وصل إلى درجة من العلم يستطيع من خلالها النظر في الأدلة فإنه يرجح على ما يقتضيه الدليل والأقرب للدليل .
ثالثاً / أما قولك بأن الرجوع للدليل في المسائل التي ليس فيها خلافاً فقط ، فلم أقل بهذا وفقك الله ولا أدري من أين فهمت هذا ، فأنا ذكرت أن الرجوع للدليل قد يكون مع عدم معرفة الأقوال وقد يكون أيضاً في مسائل خلافية لكن ليس فيها أدلة وقول واحد منها يكون فيه الدليل فيتبعه هذا ما أقوله ، وإنما الذي قلته في النوع الثاني هو المسائل التي فيها أدلة فالقول الأول له دليل والقول الثاني له دليل أيضاً وقد تكون كلا الأدلة من الكتاب والسنة ، فهذا هو الترجيح الذي قلته فهنا من ليس من أهل العلم لا يستطيع التمييز بين أقوى الأدلة لأنه ليس من أهل العلم فليس له ملكة ومعرفة للترجيح .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|