وفقك الله .
بالنسبة لردك الأخير فهو يحتوي على مسائل كثيرة ومتعددة ، ولعلي أختار منها فأقول : أما مسألة إغلاق الإجتهاد فكلامي لا يوحي بذلك ، بل يبدوا لي أنك لم تتقن تعريف الإجتهاد فإن أتقنته جيداً فلن تورد سؤالك هذا .
وأما مسألة المذاهب الأربعة فقد اختار بعض أهل العلم عدم جواز مخالفة المذاهب الأربعة ليس لأن المذاهب الأربعة إجماعاً ولكن لأسباب أخرى قد أذكرها بالتفصيل في رد لاحق ، وبغض النظر عن رجحان هذا القول من عدمه فإن من يقول بجواز الخروج عن المذاهب الأربعة فإنه يمنع المبتدئ وكذلك من ليس بفقيه من ذلك لما يترتب عليه من مفاسد ، وبإمكانك أخذ التفصيل من أهل العلم وإن لم يمكنك ذلك فسأكفيك المؤنة إن شاء الله إن أردت .
وبالنسبة لاتباعك للعلماء فيما اخترت فلا بد من أن يكون القول محفوظاً أو معتبراً وأما الشاذ فهو مردود وغير معتبر ، وهذا الكلام ليس من عندي بل أجزم من أن الجميع يقول بهذا وبإمكانك التأكد من أهل العلم .
وبالنسبة لعبارتك هذه : ( ولا مانع من الانتقال من قول عالم إلى قول عالم آخر ما دام هذا العامي غير متبع لهواه بل متبع لما يطمئن له قلبه من أقوال العلماء . ) فأتمنى توضيحها بشكل أكبر لأن فيها ما يستشكل .
وهناك بعض المسائل لا أوافقك عليها في ردك الأخير ولكن لا أريد التشتت وسنعود إليها إن شاء الله إن كان بالعمر بقية والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|