في عدد 13 من مجلة نون في مقال الفنان السابق عصام عارف
سلامة العبدالله .. فنان مشهور مات دون أن يدري أحد..!!في الحقيقة إنه ليحزنني أن يأتي اليوم الذي أكون فيه شاهداً على رجل مهما كتبت عنه لن أعطيه حقه أبداً, وخصوصاً أن الموت قد غبيهّ عنا وعن أهله وأحبابه , ولكن إنصافاً لهذا الرجل سوف أذكر مايميله علي قلبي وضميري , ولو أني لم أكن قريباً منه كثيراً .. لكن معرفتي البسيطة له وما سمعته عنه وعن توبته في آخر أيامه , مما أثارني وجعلني اختار سلامة العبدالله -يرحمه الله-ليكون (شاهد/موضوع)هذا العدد ..
عرفت هذا الرجل من سنين طويلة تمتد لأكثر من 18 سنة ,كان وقتها عمري لا يتجاوز السادسة عشرة ,ولم يكن لدي إلمام في كثير من الأمور, ووقتها كان سلامة العبدالله أول من عرض عليّ أن أنتج شريطاً في مؤسسته الفنية , لم تسعني الفرحة ووافقت بدون تردد, وخصوصاً أن الذي سأتفق معه فنان كبير بحجم سلامة العبدالله .
وبدأنا بأعداد العدة للشريط وسافرنا بعدها أنا وإياه ومجموعة من الفانين الجدد إلى القاهرة لتسجيل أشرطتنا هناك.
وفي هذه الرحلة بدأت أعرف هذا الرجل عن أقرب أكثر .. حيث لمست فيه أشياء إيجابية كثيرة وأزلها حرصه على أداء الصلوات , حتى وإن كنا منهمكين في أعمالنا الخاصة بالتسجيل , فقد كان وقت الصلاة بالنسبة إليه له قدسيته , ولمست فيه إنسانيته بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى, فقد عرفت بعده فنانين كثر .. لكن قليلاً من وجدته في أخلاق وشهامة سلامة العبدالله , وبعد وفاته -يرحمه الله- خرج علينا الإعلام وفي أكثر من مطبوعة يتكلم عن إنجازاته التي قدمها في الفن ومشواره الفني الطويل والحافل بالإنجازات, تكريماً له بعد وفاته(بزعمهم ), وكأن الأعمال هي التي سترفع درجته في الآخرة, وأقولها , وأنا على يقين بالله عزوجل أنه لو وسَع سلامة العبدالله أن يتبرأ من كل ما في مشواره الفني لتبرأ منه, والغريبة أنهم لو يتطرقوا لموضوع توبته, وكأن حياتنا وجدت لهذه الأسباب التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. بل ستكون علينا وزراً إن لم يدخلنا الله تحت مشيئة رحمته , ولكن الحمدلله الذي وفقه للتوبة بعد هذا المشوارالطويل في الفن , وأتساءل أيها الأخوة :ما الذي غيّر مجرى حياة هذا الرجل وبعد هذا العمر الذي قضاه في الفن وتجاوز الأربعين سنة وفجاة يعلن اعتزاله ويتوب إلى الله؟!! فلم أجد سوى الصلاة التي كان محافظاً عليها منذ أن عرفته , وصدق الله تعالى بقوله: ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر), ومما سمعته عنه أن أحدهم كان يراه وهو يصلي في المسجد القريب من بيته , فما أعظم هذه الصلاة!!.. حافظ عليها في حياته فحفظته قبل مماته , أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه . وأن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً , وأن يجعل ما أصابه قبل مماته من مرض كفاره لجميع ذنوبه , وأن يدخله فسيح جناته , إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفائدة:
أن من حافظ على الصلاة حفظه الله.
أن الصلاة تنهى وتبعد عن الفواحش والأثام ومايجلب الذنوب.