[align=justify]
العزيز بريماكس ...
الحديث دائماً هو عن الليبراليّة كمفهوم لاعلى الليبرالي كأداة مطبقة لهذ ا الفكر , فالمسلم ليس هو الإسلام ... هذا مايجب أن ينظر إليه حتى لاتحصل مخادعة ...
واسمح لي أن أنقل رداً وضعته على موضوع الأخ أسعدي حول سؤاله عن الفرق بين العلمانيّة والليبراليّة مع تعديل مايلزم تعديله ....فأجبته بــ:
أولاً : حين البحث عن أصول الأشياء لمعرفةِ الفوارق بينها يرجع المُسلم كما علمنا القرآن إلى معانيها أوجذورها ( شرك أكبر / شرك أصغر / كفر أكبر / كفر أصغر / نفاق أكبر / نفاق أصغر / بدعة / كبيرة من كبائر الذنوب / صغيرة ) فلابد حين التفريق أن نعرف الفرق ( الجوهري ) بينها كي نستطيع تطبيق أو كما يعبر عنه الأصوليون تحقيق المناط بتنزيل الحُكم على الشيء ...
ثانياً : من حيث الأصل التعريفي يتضح من خلاله الفَرق البارز بين العلمانيّة والليبراليّة ..
ثالثاً : إطلاق الأحكام هو على الفِكر ( العلماني ) و ( الليبرالي ) لا البحث في العلمانيين ولا الليبراليين , فحين يأتي نصراني أو يهودي ليحاور ( مسلم ) لن يحاوره من خلال واقع المسلمين وأفعالهم كما أن المسلم لايحاور اليهودي والنصارى من خلال اليهود أو النصارى وأفعالهم بل سيكون الحوار من خلال ( القرآن والسنة ) في الإسلام و ( العهد القديم والجديد _ أو التوراة والإنجيل والزبور ) في اليهوديّة والنصرانيّة , فالفرد الواحد لاقيمة لأفعاله كمحور في النقاش لأن من العلمانيين من يؤمن بها كمفهوم دون تطبيق ومنهم من يؤمن بها لشبهة وغيرها وكذا الليبرالي ...
رابعاً : العلمانيّة قسمان واضحان : علمانيّة متطرفة / علمانيّة متسامحة ( بالنسبة للأولى ) ...فالعلمانيّة المتطرفة كما في الاتحاد السوفييتي ..والعلمانيّة المعتدلة نسبياً كما في أوروبا الغربيّة وأمريكا الشماليّة ...وكلاهما تعني فصل ( الدين عن الحياة ) ولكن الأولى تحارب الاديان وترى أنه أفيون الشعوب والثانيّة تقر بحرية الأديان لكن بشرط ألاتتعدى دور العبادة ...
خامساً : الغرب كدول هو علمانيّ التوجه منذ حصلت الثورة الفرنسيّة وبزغ عصر التنوير الذي دق ناقوس الإلحاد عبر نظريّة داروين الإلحاديّة التي أبطلت عقيدة الفداء والصلب التي جاء بها ناسوت المسيح الذي حلّ بها لاهوته وهو كلمة الله المتولدة منه كتولد النطق من العقل ( كما يقولون في عقيدتهم ), فهو غربٌ علماني سياسياً رأسماليّ اقتصادياً ليبراليٌّ فكرياً ...
سادساً : تختلف حتى تفاصيل العلمانيّة بين أوربا وبين الولايات الأمريكيّة مثلاً وذلك باختلاف القوانين الديمقراطيّة التي يؤمن بها الدستور , فلا يشك أحد أن أكثر البلاد تفسخاً في أوربا هي اليونان لأنها تنطلق من الثقافة اليونانيّة الإلحاديّة الوثنيّة , وأكثر الدول ديمقراطية في العالم هي السويد , وهناك حرب خفيّة بين أمريكا والسويد في أيهما أكثر ديمقراطيّة ...
سابعاً : الليبرالي لايمكن أن يعيش وفق مفهومه الجوهري ( الحريّة ) في ظل نظام شيوعي علماني ملحد (ولذاأختلف مع الشيخ المحمود كما نقل اخي الصمصام في أن الليبراليه أعم من العلمانيّة), لأن الشيوعيّة تقتل العقل وتبطل مفهوم الحريّة بل هي استعباد بمعنى الكلمة لأنها أرادت أن تقضي على ( دكتاتوريّة الطبقة البرجوازيّة الرأسماليّة ) فأحدثت ( دكتاتوريّة البروليتاريا _ أي الطبقة الكادحة _ الاشتراكيّة ) ...فالليبرالي( وفق المفهوم الغربي ) يريد جواً ديمقراطياً يسود فيه القانون الوضعي لا الحكم الشرعي ولا الحكم الشيوعي ..
ثامناً : كمفهوم غربي لليبراليّة هو نظام قائم على ( البراجماتيّة المنفعيّة ) وهذه لاتقوم إلا على ( النسبيّة ) والنسبيّة تعني ألا حقيقة مطلقة فكل شيء نسبي , فالأخلاق نسبيّة , فقد يكون الكذب لديك قذراً ولدى غيرك جميلاً لأنه نسبي , والدين وهكذا فمن خلاله تكون السيّادة لدي الليبراليّة للقانون الذي يوافق عليه الشعب وفق دستور يعبر عنه الأغلبيّة فيكون الخمر ( مباحاً ) لان الشعب أباحه , وهكذا , وقد حصل تزاوج بين الديمقراطيّة والليبراليّة كمفهوم مؤخراً لأنه لايمكن أن تكون ليبراليّة بدون حريّة ولاحريّة بدون ديمقراطيّة ...
تاسعاً : الليبراليون العرب هم أحد فريقين :
1-إما يؤمنون بأنهم ليبراليون , ويؤمنون بالليبراليّة كمفهوم غربي , فهؤلاء يكونون قد ناقضوا الدين الذي أمر الله أن لايكون الحكم إلا له سبحانه , وهؤلاء لايقع عليهم ( تكفير المُعين ) إلا بوجود الأسباب وانتفاء الموانع التي تزيل جميع احتمالات أنهم جهال أو وقعوا في شبهةٍ أوغيرها ويرجع بأمرهم إلى أهل العلم الثقات ..
2- يؤمنون بلفظ ( ليبراليّة ) ويعتقدون أنها أداة أو وسيلة وعند التباحث معهم يرون أن كل وسيلة تعرض على الكتاب والسنة فماوافقه قُبل وماخالفها رُد , فهؤلاء حاولوا مزاوجة أو أسلمة الليبرالية فأفقدوها معناها الأصيل التي قامت عليه بأركانها الثلاثة ( الحريّة / المساواة / تحرير العقل ) فمعانياها الغربيّة الليبراليّة تخالف الإسلام قطعاً ...وحين يزاوجونها بالإسلام تكون ليست ليبراليّة بل هي روح الإسلام التي دعت ( للحريّة ) نخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العبادة / ومتى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً كما نُقِل عن الفاروق رضي الله عنه .
و(المساواة) الناس سواسية كأسنان المشط لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
و(تحرير العقل) من الأوهام والخرافات مثل عبادة القبور والشركيّات ...
أخيراً : حصل تماهي بين ( الليبراليّة ) و( العلمانيّة ) في بعض البلدان فظن البعض أنهما بمعنى واحد , وقد يختلف الليبرالي عن العلماني , وقد يكون العلماني ليبرالياَ حتى في الغرب ....ولماتقرأ تقرير مؤسسة راند الإسلام المدني الديمقراطي تجد أنهم فصلوا بين ( العلمانيين اليساريين ) و ( الليبراليين ) وهي إشارة إلى أن ( بعض ) العلمانيين معادي للاستعمار فقد يكون قومجي أو قومي الهوى أو عروبي المنحى , أما الليبراليون فهم أولاد المرضعة الغرب ( وبئست المرضعة ) !
وتقبل خالص الود ...[/CENTER]
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***
آخر من قام بالتعديل رجل الثلج; بتاريخ 29-06-2007 الساعة 12:27 AM.
|