طيب ، طيب :
أهم شيء يا المتزن لا تزعل ولا تفقد أعصابك فمحافظتك على اتزانك أفضل من التفلت منه .
وبالنسبة لسؤالك ، ففي الحقيقة أني إذا سألتك أجدك تتهرب ولا تجيب ، وإذا سألتني تريد مني الإجابة بالقوة فليس هذا من الإتزان في شيء ، لكني مع ذلك سأتجاوز كل شيء وسأبقي الحوار نظيفاً ومفيداً ما أمكن بعد توفيق الله عزوجل وأتمنى أن تساعدني على ذلك إذا المطلوب الأهم من هذا النقاش إن شاء الله هو الإستفادة والإفادة وإيصال الحق والله أعلم ونتجاوز هذا الأمر :
أما ما يتعلق بسؤالك فدونك هذا التفصيل مما استفدته من كلام العلماء وإن أردت المصادر والمراجع فهي قريبة إن شاء الله لكني سأحاول التلخيص ما أمكن :
بالنسبة للعامي فإنه لا يحق له الإنتقال من قول شيخه الذي اتبعه إلا بسبب كأن يتبين له الدليل فإذا تبين للعامي الدليل الصريح الصحيح ويكون هذا الشيخ المفتي قد خالف الدليل لسبب كما تقدم ، فإن له أي العامي الحق بالرجوع إلى الدليل ، أما التشهي والإنتقال من الأقوال على ما تهواه النفس فهذا باتفاق أهل العلم لا يجوز .
وأما من عنده الأهلية بالترجيح ، فإنه يطلب الحق ويرجحه على ما عنده من الأهلية بالترجيح ولا بد في الترجيح من أن تكون هذه المسألة من مسائل الخلاف المعتبر ، وأما الخلاف الغير معتبر وهو ما خالف الإجماع وكذلك الخلاف الشاذ أو الضعيف فهذا لا يجوز ترجيحه ، والترجيح بين الأقوال لا يكون بالتشهي أيضاً بل هو على المرجحات أو مناطات الترجيح وهي متعددة والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|