مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-07-2007, 08:09 PM   #1
sun33
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 6
مهلا صغيرتي لقد أبكيتني..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


هذا ماحصل لي مع حبيبتي الصغيرة وأود مشاركتكم الرأي..

كنت متجهة بالأطفال إلى العليا لافرحهم بطلعة خاصة بهم وبينما نحن في الطريق كنت أرقب أعين الأطفال ولكن تلك الطفلة الذكية تسمرت عيناها على عبارة ارشادية مرورية علقت على الجسر الذي أعلى طريقنا....لم أكد أكمل العبارة حتى امتلأت عيني بالدموع على تلك الطفلة ونظراتها البائسة كانت العبارة:
(بابا نبيك.. الله يخليك)
لقد حاولت ابعاد عيني عنها كي لاترى الدموع فتعرف اني احسست بها وهي لاتحب ان يشفق أحد عليها..
ولكن الوضع زادني ألما حينما قلبت عيني على أحبتي الأطفال الخمسة ليسوا جميعهم اخوه ولكن جميعهم أيتام ولم يتعدى أكبرهم المرحلة الابتدائية... تألمت كثير ولكن لم أنشغل بهم والتفت إلى حبيبتي الصغيرة الحساسة التي قرأت العبارة وإذا بها تضع رأسها على المقعد الذي أمامها وتضمه وتسرح في تفكير بعيد عن صخب الأطفال وصراخهم وطلباتهم التي لاتنتهي حاولت جذبها بالحديث عن مدينة الألعاب التي نتوجه إليها ومحل الألعاب الذي يفضلون ولكن....
لم تكن الدنيا بأسرها لتلهيها عن حبيبها الرحيم الحنون الراحل ورحلت بخيالها إليه ولم تنتبه لحديثنا ولم أشأ قصدها بالحديث لأنها ستعرف احساسي بها وتنزعج لذلك.. لقد حرت في أمرها بل غضبت على من اختار تلك العبارة ولم يراع من حرم النطق بها مدى الحياة وهم كثير في هذا الزمن..
لماذا لم تكن : لاتسرع فالموت أسرع ، أونبيك الله يخليك ..-دون تخصيص- أوغيرها من عبارات لغتنا التي لاتعد ولاتحصى؟؟!!

ويبنما أنا غضبى على تلك العبارة المؤلمة..
وحينما توقفت السيارات للزحام الشديد وامتلأت الطرق وكانت طفلتي الحبيبة ترقب تلك الأفواج
إذ بها تسألني بسؤال غريب تعلم هي اجابته ولكن صنعته حيرتها من اختيار تلك العبارة لذلك الطريق العام.. المكتظ بالناس!!!
وقالت:
(خالتي كل هذولا الناس عندهم ابوان؟؟)
مهلا حبيبتي لا أستطيع الجواب .. لا أقدر على النطق رغم سهولة الاجابة ولكنها غصة مؤلمة!!

قلت لها:
لا ياحبيبتي من قال ذلك؟ كل الناس دخل الموت بيوتهم ونحن من هؤلاء الناس منهم من أخذ الموت أمه الغالية ومنهم من أخذ أبيه ومنهم من أخذ أخته أو أخيه أوجده أوجدته وهكذا الحياة لايسلم من كدرها أحد ولكن المؤمن يفرح بثواب الله على البلاء ولا يظل أسير الألم لأن الله اخذ منه أحدا إلى جواره
بل يدعوا لحبيبه ويسأل الله مرافقته في الجنة التي يفرح بها الجميع ولا يدخلها فقد أو ألم ،ويبره ميتا ويبر بمن بقي له ولا يحزنه لحزنه.....
وبينما أنا أتحدث إليها وهي مصغية بكل جوارحها إلتفت إلينا أحد الأولاد الذي يعيش لحظته فقط وقال في غضب: :
(حنا رايحين ملاهي والا عزاء ؟ ، روقونا أنا ما أحب النكد خلاص يااخي الدنيا حلوه اليوم!!)

لقد كنت أعلم أن الحديث ليس الآن وقته ولكن لاستطيع الصمت لأن حساسيتها وتعلقها بوالدها رحمه الله واحساسها بفقده ربما نغص عليها كل يومها لولا أنها تستجيب للحيث وتتفاعل باهتمام..

وفي نفس الوقت رأيت أبا يداعب ابنه في سيارة مجاورة ريثما ينفك الزحام فحاولت صرف انتباهها حتى لا تلتفت إليه فتدمع عينها على حبيب كان يفعل معها مثل هذا ولكن رحل عن دنياها ليظل مكانه خاليا إلى الأبد..

كم أشفق على حالها وكبريائها رغم رقة داخلها كم تسرح بعيدا عن عالمها وكثيرون مثلها..

وصلنا إلى المكان الذي نقصده وفرح الأطفال كثيرا هي فرحت ولكن الفقد زادها سنوات لتبدوا بتصرفاتها أكبر من أطفال مرحين طائشين.. معها من هم بمثل حالها ولكن ربما لأنهم ليسوا بحساسيتها أولم يكن آبائهم بحنان وقرب والدها رحمهم الله جميعا أو لأن البنت حساسة أكثر من الولد...
لا أدري ولكن العبارة آلمتني أشد الألم و وددت لو أزلتها بنفسي فقد اغتالت في ذلك اليوم لحظات الفرح وحولتها إلى دمعات الحزن والذكرى التي لم تبارح مخيلتنا ..


هذا ماحصل لي مع طفلتي الحبيبة وتلك اللوحة فلم أجد غير بث الشكوى لكم بعد الله..

شكرا لمشاركتكم بوحي..

آخر من قام بالتعديل sun33; بتاريخ 10-07-2007 الساعة 08:13 PM.
sun33 غير متصل   الرد باقتباس