مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 13-07-2007, 02:58 PM   #1
الــنــهــيــم
عـضـو
 
صورة الــنــهــيــم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: بين دفات الكتب !
المشاركات: 11,880
نساؤنا .. وعشق الزبادي !





جَلسَت أمَام المرآة، وبدأت في تقليب وجهها يمنة ويسرة، ثم بدا لها أن الإنارة ضعيفة فقامت لتشعل المزيد من الأنوار والأضواء ، وأدوات الأصباغ والمكياج وصُطول البوية وقواطي الزبادي ومش عارف إيه تملأ الطاولة عن بكرة أبيها وأمها، ثم وبدون أن تقول باسم الله شرعت في الصبغ وأخذت تلوّن وتلوّن وتدهن وتدهن، ومن علبة إلى علبة ومن قوطي إلى قوطي، ومن ريشة إلى ريشة، ثم وبعد ساعتين من العمل الجاد، والتركيز الدقيق في المرآة، بدا لها أن وجهها اكتمل جمالاً وبهاءً، فهو مليءٌ بالأصباغ والألوان والمكياجات، وبدا وجهها أشبه بقطعة زبادي، ولولا –الله- ثم الشعر الكثيف، لظن الرائي أنهُ كيك مزبد من النوع الغير فاخر يسيرُ على الأرض !


أنا لا أدري أيّ جمالٍ في هذه الصورة ؟! وأيّ ملاحة ووسامة في هذه الأصباغ ؟! وهل الخلل في ذوقيتي ونظرتي للجمال وفنونه أم الخلل في ذوقيّة تلك الحسناوات ؟! الاتي يشوّهن وجوههن بهذه الأمور،التي لا أراها إلا في مسارح التهريج والضحك والكوميديا .. !



إن الجمال هو ذلك الجمال الطبيعي الربّاني ، لا ذاك الجمال المتكلف الزائف الغير حقيقي ،
ولو أن المكياج يجعل المرأة تبدو وكأنها حقيقة ولكن بصورة أجمل وأفضل لقبلتُ ذلك، ولكنها تبدو بصورة مقززة، ولو [ قبّلها ] زوجها لتبدلت براطمهُ إلى قطعتين من الآيسكريم بطعم النيفيا وعععععع !

دعوني أعطيكم سراً خاصاً بي وأذكرُ هُنا لأوّل مرّة، ولا أبيحُ أحداً أن يفشيهُ، وذلك أنني [ زمل ] جداً في المستقبل، إذ لا أدري كيف سأخطب فتاةً – إن بقيتُ على قيد الحياة - وهي ستصبغ وجهها بهذه بالمكاييج، وتملأ خدودها بالألوان والأصباغ ؟! ألا يُعد هذا ضرباً من الخداع والتزييف وإخفاء الحقيقة ؟!



ليتها بالمكياج ستبدو جميلة وفاتنة ! إنها ستفجعني بوجهها لا أكثر، وأنوي جاداً بغسل وجهي بمرقة حارّة وأصرّح لأبو البنت وأقولُ لهُ بملئ فمي : دع ابنتك تأتي بطبيعتها التي خلقها الله عليها فإنني أبغض هذه المكاييج والأصباغ حد الثمالة .. !

ثم إن من المؤسف أن يُهدر الكثير من المال في أمر يشوّه الوجه ويُسيء إلى الجمال ويعبث بالطبيعة الفاتنة، والمؤسفُ أكثر أن هذا الأمر منتشر بكثرة ومستشري بشكل كبير ولا يكاد تخلو إسرة من هذه الأمور، بل أصبح هذا من الأمور الضروريّة التي لا مناص منها !



وأنا هُنا لا ألغي التزيّن وأرفض التجمّل، ولكني أرفضُ تلك الأصباغ التي غلا فيها بعض الفتيات وقلبن وجوههن من الجمال إلى القبح ومن الحسن إلى السخف، والأمر لو كان ببساطة لا تكلف فيها ولا تنطع، وبدا وجه المرأة جميلاً طبيعياً لا تكلف فيه ولا غلو .. فيا مُتعتاه !

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا مليكاً على الحسـان تولّـى=حُسنهُ التـمُّ والقـوام شهيـدُ
داوِ قلباً من صدكم كاد يفنـى=نظـرةٌ منـك للحيـاة تعيـدُ
ساحرَ الطرف بالمُحبّين رفقـا=تُوقِدُ الجمـرَ واللهيـبُ يُبيـدُ
دارِ سود العيون عنّـا فأنتَ=حين ترمي باللحـاظ تصيـدُ
إن قلبا أسرتـه بغيـر قتـال=سلّم الأمر فيـك فهـو فقيـدُ
قد جفا النوم مُقلتَيـه فباتـت=ليلةُ الصـبِّ بالهمـوم تميـدُ
جائرٌ أنـت لا تـرقّ لحالـي=هدّني الشوق من هواك عميدُ
كلما رُمت للوصـال سبيـلا=سدّه الحظُّ والحظـوظ تكيـدُ
أقبل العيدُ و الفـراقُ برانـي=بـَدنٌ مُنهـكٌ وجفـنٌ سَهيـدُ
ليس عيدي بفرحة الناس لكن=يوم لُقياك يا منى القلب عيـدُ [/poem]


وكتبهُ أبومُعاذ .. !
على ضفاف الطبيعة الحسناء، بعيداً عن التكلف والتزييف !
ظهيرة يوم الجمعة 28/6/1428هـ .
والأبيات السابقة للشاعر المتألق الدكتور جاسم الفهيد .
ودُمتم بخير .. !


__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]

آخر من قام بالتعديل الــنــهــيــم; بتاريخ 13-07-2007 الساعة 03:11 PM.
الــنــهــيــم غير متصل