...
بعد معاودة القراءة من جديد اتضحت لي بعض الملامح و الموضوع الذي طرحتيه أختي مهم جداً وهو يخُصَّ جانب ( العلاقة الزوجية ) بشكلٍ كبير و قد ذكرتي المشكلة و الواقع الذي يعيشه كثير من الفتيات مع أزواجهن - إلا مَن رحم الله - و أما العلاج فنقول أن الضابط في هذا كله اتباع الهَدي النبويِّ في التعاملِ بينَ الزوجَين ، و أذكر هنا بعض القواعد الذهبية التي أخذتُها من شيخنا الدكتور إبراهيم الحسن - عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام - و الشيخ - وفقه الله - ممن فتح الله عليهم في مجال معالجة المشاكل الاجتماعية - و على رأسها الزوجية - بالقرآن الكريم و السنة النبوية من خلال استنباط بعض الوصايا و التوجيهات :
القاعدة الأولى :
أن تكون القوامة بيد الرجل لقولهِ تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } .
القاعدة الثانية :
الإقرار بوجود الفوارق بين النساء و الرجال ، في القوة و الشجاعة و العاطفة و التصور ، لقوله تعالى : { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى } .
القاعدة الثالثة :
الانفاق على قدر السعة : {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} .
القاعدة الرابعة :
إحسان القول . لقولهِ تعالى : {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } و قوله تعالى : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } و أولى الناس بحسن القول هي الزوجة .
القاعدة الخامسة :
دفع الأذى و الخطأ برفق و لينٍ و حكمة . لقولهِ تعالى : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ } و قوله تعالى : { وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} .
و يجب أن يستشعر الزوجان و يتذكّران على الدوام ، بأن حياتهم الزوجية قائمة على ركنين أساسيين و هما : المودة و الرحمة ، فقد قال عز وجل : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } .
و قد وقف الأستاذ الشهيد بإذن الله سيد قطب عند هذه الآية وقفة جميلة رقيقةً يقول فيها : ( والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الأخر , وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين ; وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة . ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا , وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر , وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب , وراحة للجسم والقلب , واستقرارا للحياة والمعاش , وأنسا للأرواح والضمائر , واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء .
والتعبير القرآني اللطيف الرفيق يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا , وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس: {لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا }. . {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} . فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين علي نحو يجعله موافقا للآخر . ملبيا لحاجته الفطرية:نفسية وعقلية وجسدية . بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ; ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء , والمودة والرحمة , لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر , وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد . . ) أ.هـ
فاستبشري بما يَسُرّ بإذن الله تعالى ، و اجعلي الأمل يُشرق على حياتكِ ، و أشعلي الأمل في نفسكِ أولاً و في نفسِ كلَّ من تعرفين من أخواتكِ و صديقاتك و إخوتكِ .
و أنا ألحظ و لله الحمد توجهاً قوياً لم نعهد له في السابق مثيلاً إلى الدورات التطويرية و تعلُم فنون التعامل مع الزوجة أو الزوج ، و هذا جيد و لله الحمد ، فالناس قد أدركوا خطورة الجهل بآليات التعامل السليمة ..
موضوعكِ مهمٌ جداً و لعلي أتيت على شيء من العلاج إضافةً إلى ما ذكر من أساتذتي الأعضاء الفضلاء .
و شكراً ...