4- الصلاة مع الكفيل
وحينما دخلت للصلاة لأول مرة فى مسجد قريب من المنزل وجدت من يضربنى فى ظهرى لكى اصطف جيدا ، و من يجبرنى على التحرك من مكانى لكى يدخل هو الصف ، وان السعودى الذى أمامى والذى جانبى لم يثبت فى الصلاة ، يتأخر فى السجود والركوع ، ينظر فى ساعته باستمرار ، يلعب فى انفه وينظفها ، وينظف ما بين أصابع قدميه ، ويدخل يده فى جيب الثوب ويلعب فى عضوه الذكرى كل ذلك أثناء الصلاة ، واكتشفت بعد ذلك أنها سمات عامة وسلوكيات سائدة هناك أثناء الصلاة فى المساجد الكثيرة، فبين كل ومسجد ومسجد مسجد له أمام عادة شاب من هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ويسموا مطوعين له راتب شهرى عند التعيين ، و يتسلم منزل بجوار المسجد وسيارة ، لذلك يتكالب الآباء على تعليم أولادهم فى جامعة الأمام محمد بن سعود وهى جامعة دينية يعمل خريجيها فى تلك المساجد ، وفى صلاة الفجر تجد معظم المصلين من العمالة الأجنبية ، والسؤال أين يصلى السعوديين ؟
وكلما اصطدمت مع المطوعين أتذكر دائما الجماعات الإرهابية خاصة وأننى كعضو هيئة تدريس تعاملت معهم عن قرب ، فهم صورة طبق الأصل من سلوكيات المطوعين خاصة فى بريده ، وتولد عندى شكوك كثيرة على الارتباط بينهم لدرجة انك وأنت فى المسجد تجد المطوع يقترب منك وعادة يكون من هيئة الأمر بالمعروف ويفتح معك كلام عن أخبار بلدك وأخبار الأخوة المجاهدين فى بلدك وهو يقصد الجماعات الإرهابية ويدعوا لهم بالتوفيق فى الجهاد ، ولكن يشتكى من مطالبهم المادية الكثيرة التى يطالبونهم بها . و هناك عندما يأتى وقت الصلاة الجميع يغلق محلاتهم بباب حديد لا يمكن فتحة حتى التكيف مغلف بشباك حديد خشيه السرقة وكنت اسمع أن السعوديين يتركون محلاتهم مفتوحة ويذهبون للصلاة ، والعجيب انهم يغلقون المحلات ولا يذهبون للصلاة بل تذهب العمالة الأجنبية فقط ، وعندما يؤذن للصلاة تجد سيارة جيمس احدث طراز أميركية الصنع أنيقة جميلة فيها ميكروفون ورجل شرطة ومطوع مكفهر الوجه ومعه عصا يدعو الناس للصلاة ولكن أين يذهب هو لا ادرى .
5- دش فى الحرم *
يتكالب المسلمين على الذهاب للعمرة حتى لو كان ذلك بالتقسيط ، ويزداد هذا التكالب فى شهر رمضان المعظم ،وفى المتوسط تصل أعدادهم إلى رقم يدور حول المليون واكثر ، وعادة تكون أغلبية المتكالبين من الذين يعتمرون كل عام ويزاحمون الذين يعتمرون لأول مرة بحجة أن الدين يدعوهم لذلك ، ويبررون التكرار بمزاعم دينية وعواطف روحية وسعيا للثواب ، وعندما تستقبلهم فى مطار العودة تجد أن حقائبهم أنتفخت ببضائع جنوب شرق أسيا ! وهنا تسقط جميع الحجج الدينية والمزاعم الروحية فى تكرار العمرة . فالموضوع اصبح سياحة وتجارة لصالح السعودية ، واصبح طمعا مريضا من المسلمين فى ثواب الدنيا والآخرة ، لدرجة أن رحلة العمرة أصبحت كرحلة المصيف كل عام ، والأولى تأتى بتكاليف الثانية .
وهنا أتذكر لحظتى الأولى فى زيارتى للحرم ، فمنذ عدة سنوات توكلت على الله و قررت العمرة ، فاستعديت نفسيا وروحيا لذلك وقرأت وسئلت واستوضحت وعرفت وأعددت خطة لنفسى بحيث أؤدى العمرة كما يجب وكما قرأت وعرفت ، وعندما وجدت نفسى فى ملابس الإحرام فى طريقى من جدة إلى لمكة لأول مرة شعرت بروحى ترتفع وأنا اسبح واكبر وأدعو والجبال من حولى طوال الطريق تسبح وتكبر معى هكذا شعرت ، إلى أن تنبهت على صوت السائق الفلينى وهو يدعونى للنزول فقد وصلنا الحرم وهنا استيقظت من حالتى الروحية وتلفت حولى من زجاج السيارة لم أجد الحرم أين يا سيدى ؟ هذا هو الحرم ، أين يا سيدى ؟ أين باب العمرة ؟ هناك ... وجدت نفسى فى سوق ، نعم سوق ميدان ، هو ميدان شبيكه ناحية باب العمرة ، وكنت متصور أن الحرم فى مكان واسع يحيطه الفضاء والجبال ويغلفه صمت العبادة ، لا أدرى كيف جاء تصورى عن الحرم ، وكانت صدمة لى نزعتنى من حالتى الروحية التى كنت استعد لها شهورا ، ووجدت نفسى فى أسواق مزدحمة بالناس ووسائل المواصلات والبنايات الضخمة والفنادق ومحلات الأكل والملابس ،وكانت صدمتى كبيرة ، جررت نفسى وأنا مصدوم ، على أمل أن أكون فى المكان الخطأ، وسئلت ودخلت حتى صحن الكعبة ، وكنت اشد نفسى شدا واجبرها للخلوة مع الله تعالى ، لكن المناظر والمشاهد التى حولى داخل الحرم أخرجتنى من تلك الحالة ، فهناك نساء بماكياج من كل صنف ...أطفال تصرخ ....رجال ينادون آخرين بصوت عالى ....تقاتل على الحجر الأسود ....ناس نيام على سجاجيد الحرم .....اسر فى اجتماعات سمر.....موظفين سعوديين يبحلقون فى النساء ......وموظفين آخرين يتعاملون معك كأنك كافر ......وشحاذين فى كل مكان ومن كل جنسية .....وحلقات دراسة .... وأخرى للسمر ......وآخرين ملتزمون بقراءة القرآن فى أركان الحرم .....وآخرون يلهون مع أطفالهم .....وهنالك من ينشدون ...وهنالك من يهتفون .....واصطدمت عينى بالقصور الملكية المطلة على الحرم والتى يعلوها عدة أطباق استقبال دش فى الحرم ...لزوم الترفيه بين العبادات ،وكانت صدمتى اكثر من الغربان السوداء التى تملأ الحرم وشوارع مكة.أما الذى لا افهمه حتى الآن هو أن هناك من يؤدى العمرة والحج من القصور الملكية المطلة على الحرم ، وقد رأيت صحن الكعبة وهو يخلى من الزحام وتحيط بها دوائر من الجنود لكى يعتمر ويطوف الأمراء والأميرات والضيوف الكبار ، بل كان هناك من يطوف وحوله دائرة من الجنود تشكل له ممر خاص وسط الزحام ، وسئلت شيوخهم هناك هل ثواب من يعتمر أو يحج تحت الحراسة وتخلى له الكعبة مثل ثواب بقية المسلمين المزاحمين؟! وهل تصح مناسكهم ؟ فلم يجبنى أحد ، ولعلى أجد إجابة شافية من شيوخنا بدون أن يتعللوا بمبررات أمنية . ورغم كل المظاهر المقدسة التى تحاول السعودية أن تعطيها لنفسها وخاصة فى مدينة بريده لدرجة أن أحدهم نشر مقال قال فيه انه اخذ يبحث عن الإسلام فى العالم فلم يجده الا فى السعودية وبحث عنه فى السعودية فلم يجده ألا فى منطقة نجد ، وبحث عنه فى منطقة نجد فلم يجده آلا فى القصيم ، وبحث عنه فى القصيم فلم يجده الا فى بريده ، وبحث عنه فى بريده فلم يجده الا فى بيته هو ، ورغم هذا التعصب فى الدين تجد داخل دورات المياه فى المساجد فى بريده الكتابات الجنسية وانتشار ظاهرة اللواط والشذوذ الجنسى فى الجنسين.
|