مكانة أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة واتصافهم بالوسطيه
قال المؤلف رحمة الله : (بل هم الوسط في فرق الأمة ,كما أن الأمة هي الوسط في الأمم )
الشرح :
قولة : (الأمة هي الوسط بين الأمم ,وذلك من عدة أوجه :
1.ففي حق الله تعالى :كانت اليهود تصف الله تعالى بالنقائص ,فتلحقه بالمخلوق , وكانت النصارى تلحق المخلوق الناقص بالرب الكامل , أما هذه الأمة , فلم تصف الرب بالنقائص ,ولم تلحق المخلوق به .
2.وفي حق الأنبياء :كذبت اليهود عيسى بن مريم ,وكفرت به . وغلت النصارى فيه ,حتى جعلته إلهاً. أما هذه الأمة ,فآمنت به بدون غلو
وقالت هو عبد الله ورسوله .
3.في العبادات : النصارى يدينون لله عز وجل بعدم الطهارة ,بمعنى أنهم
لا يتطهرون من الخبث, يبول الواحد منهم , ويصيب البول ثيابه, ويقوم ويصلي في الكنيسة!! واليهود بالعكس ,إذا أصابتهم النجاسة,فإنهم يقرضونها من الثوب , فلا يطهرها الماء عندهم,حتى أنهم يبتعدون عن الحائض لايؤاكلونها ولا يجتمعون بها . أما هذه الأمة , فهم وسط ,فيقولون :لاهذا ولا هذا , لا يُشق الثوب , ولايُصلي بالنجاسة , بل يغسل غسلاً حتى تزول النجاسة منه,ويصلي به , ولا يبتعدون عن الحائض ,بل يؤكلونها ويباشرها زوجها في غير الجماع .
4. وكذلك أيضاً في باب المحرّمات من المآكل والمشارب , النصارى استحلوا الخبائث وجميع المحرمات , واليهود حرّم عليهم كل ذي ظفر , كما
قال تعالى : ( وعلى الذين هادُوا حرّمنا كُل ذِي ظُفُر ومِنَ البقرِ والغنمِ حرّمنا عليهم شُحُومهُمآ إلا مَا حملت ظُهُورُهُمَآ أو الحوايآ أو ما اختلط بِعظمٍ ذَلك جزيناهُم بِبغيهم وإنا الصادِقُون ) الأنعام آيه 146
أما هذه الأمة ,فهم وسط أحلت لهم الطيبات وحرمت عليهم الخبائث .
5.وفي القصاص :القصاص فرض على اليهود , والتسامح عن القصاص فرض على النصارى ,أما هذه الأمة , فهي مخيرة بين القصاص والدية والعفو مجاناً .
فكانت الأمة الإسلامية وسطاً بين الأمم بين الغلو والتقصير .
.
فأهل السنة والجماعة بين فرق الأمة كالأمة بين الديانات الأخرى
يعني :أنهم وسط .
المرجع / شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية
شرحه / سماحة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمة الله
لاتنسوني من صالح دعائكم
__________________
في الشتاء تغيب الزهور وتظهر زهرة واحد
|